[size=12]إذا كنت تريد أن تتنقل من مكان إلى آخر داخل المدينة الواحدة, أو من مدينة إلى أخرى في قطاع غزة فليس أمامك الكثير من الخيارات في الوقت الحالي, فقطاع غزة يفتقر إلى شبكة مواصلات عامة, أو إلى شبكة قطارات أو قطارات أنفاق,فليس أمامك إلا العربات التي تجرها البهائم, أو القليل من سيارات الأجرة التي ما زالت تعمل, والتي أصبح السفر فيها من الأمور الصعبة جدا, نظرا لتغير طريقة ركوب هذه السيارات.
فركاب سيارات الأجرة حسب اعتقادي بحاجة إلى تدريب خاص, قبل أن يستقلوا هذه السيارات, يكون فيه نوع من الجمباز للرشاقة, وتعلم ربط الجسم بأجسام متحركة والدوران معها , ثم التعود على الجلوس في أماكن مكتظة لفترات طويلة لتعلم تجنب الاختناق, وتلافى الخوف ,كما يجب عليهم تعلم الوقوف على قارعة الطريق لساعات طويلة.
بعد ذلك يمكن للشخص أن يقف على قارعة الطريق عدة ساعات,ينتظر فيها سيارة تقله إلى حيث يريد .. وربما تكون صاحب حظ فتأتى سيارة الأجرة التي تنتظرها,ولكن احذر....أين ستركب في السيارة؟ الخيارات محدودة,فالمقعد الخلفي لسيارة الأجرة الصغيرة أصبح يستوعب خمسة ركاب بدلا من 3 ركاب,أما المقعد الأمامي حيث مكان السائق ومكان مرافقة فلم يعد هكذا,فعلى يسار السائق يجلس راكب,ويفتح باب السيارة نصف فتحة ليصبح نصف جسمه معلق في الهواء ومتكئ على باب السيارة, لكي يشعر بنوع من الراحة في الجلوس,ويعطى السائق فرصة لكي يتدبر أمر قيادة السيارة. وهذا ما يحدث تماما على الجهة اليمنى من المقعد الأمامي,وفى وقت الشدة يفتح السائق الحقيبة الخلفية ليستقبل فيها راكبين أو ثلاثة من أصحاب الوزن الخفيف,وبهذا تكون حمولة سيارة الأجرة قد وصلت إلى أكثر من ضعف حمولتها الأساسية.
وأغلب سيارات غزة مهترئة, ومتآكلة وصيانتها قليلة جدا, والخشية أن ينفلت إحدى أبواب السيارات التي يتكئ عليها الركاب فتحدث الكارثة.
ولا بد لي أن أذكر أن أجرة الراكب الواحد في سيارة الأجرة قد زادت بمقدار ثلاثة إضعاف قيمتها السابقة.وعلية لم يعد الإنسان الغزى يفكر كثيرا في استخدام سيارة الأجرة إلا للضرورة القصوى.
أما الكاز والبنزين, اللذان يستخدمان لتشغيل السيارات, فلم تعد تلك المواد متوفرة في محطات البترول, وهى مغلقة بشكل دائم ولم يعد سائقي السيارات يفكرون في الذهاب إلى هذه المحطات لتعبئة سياراتهم بهاتين المادتين,بل يذهبون إلى الأسواق الشعبية حيث يجلس تجار النفط الجدد,أو كما يطلق عليهم تجار السوق السوداء.
وقد أصبح سعر تنكه الكاز في السوق السوداء أعلى من سعر منظمة اوبيك بعشرة أضعاف,ونفس الشيء ينطبق على البنزين. والأسعار ليست مستقرة فهي أكثر اشتعالا من البنزين نفسه.
ويخفف الكاز الذي يباع في السوق السوداء ببعض الماء لزيادة كميتة,ويتم تخفيف البنزين أيضا بمادة بترولية رخيصة ومتوفرة في الأسواق تسمى" تنر" ,تستخدم عادة كمادة مخففة لمواد الطلاء .
يوجد في قطاع غزة حوالي 40 ألف وسيلة نقل متنوعة,منها 3آلاف شاحنة, ولا تعمل أغلب هذه الوسائل نظرا للحصار الشديد المفروض على المواد النفطية التي تشغل هذه الوسائل, وعلى قطع غيار السيارات,مما أدى ضمنيا إلى إغلاق اغلب ورش تصليح وصيانة السيارات. ويعيش من العمل في هذا القطاع أكثر من 10 آلاف أسرة غزيه.
[/size]