نايف حواتمة المفكر و الإنسان ... المناضل الوحدوي..
أردت كتابة هذه المقالة من باب الإسهام ولو بعدة كلمات، واعتبره من واجبي بل من واجب أي كاتب أو مفكر وأي إنسان فلسطيني، في نشر تاريخ هذا المناضل والذي يعتبر من أبرز قادة الثورة الفلسطينية، ومن الذين صنعوا مجداً للشعب الفلسطيني، وواحد من ابرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي منظمة التحرير الفلسطينية. والذي بدأ حياته النضالية وهو لا يتجاوز الستة عشر عاماً من عمره. كان من قادة حركة القوميين العرب، وأيضاً لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، عندما نتكلم عن المناضل نايف حواتمة نتكلم عن ذلك الإنسان المثقف، المناضل المشدود في وجدانه إلى التراث الثوري والوحدوي، وهنا أذكر ولا بد بأن أذكر، أن أول صحيفة أسسها كان اسمها الوحدة، منذ البداية والفكر الوحدوي في وجدانيته. عندما نتحدث عن نايف حواتمة نتحدث عن تاريخ وذاكرة فلسطينية، نفخر ونعتز بها في تاريخنا النضالي المعاصر، عندما نتحدث عن ذلك الثائر المفكر، ومنذ انطلاق الجبهة الديمقراطية والتي قادها، تحولت الجبهة الديمقراطية إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والتي لعبت دوراً مهماً في الساحة النضالية بل أساسياً في وضع وصياغة البرامج الثورية وفي الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب الفلسطيني وعلى كافة المستويات، وفي كل مكان في الأرض المحتلة وفي الخارج، وفي كافة مراحل النضال الفلسطيني.عندما نتحدث عن المناضل نايف حواتمة، نتحدث عن شخصية كرازمية مفكرة واعية صادقة، منطلقها الحرص الشديد على القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية، وهنا ليس في هذا مغالاة بل حقيقة نعتز ونفتخر بها في الساحة الفلسطينية، شخصية مبادرة تقدم الحلول العلمية لجميع القضايا المستجدة في الساحة الفلسطينية وهو أول من قدم البرنامج المرحلي الوطني عام 73، وأدخل مجموعة من التطورات على الفكر السياسي الفلسطيني، بل هو أول من دعا للحل المتوازن، الذي يقوم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتقرير المصير، وحل مشكلة اللاجئين بموجب القرار 194، ولعب المناضل الثائر دوراً أساسياً في الدفاع عن منظمة التحرير ووحدتها من التدمير، التي تعرضت لها في مراحل عدة، حيث لم يتخذ قراراً في تاريخ نضاله من العدم والعبثية والرفض السلبي. كان يحرص دائماً على تقديم البدائل في أي أزمة تواجه الساحة النضالية والتجارب والأمثلة كثيرة، لا يمكن سردها في هذه المقالة. لقد مضى المناضل حواتمة بهذا الفكر الحر المتجدد، والرؤية الشمولية الوحدوية المستنيرة الواعية المدروسة والعلمية، النابعة من الوعي والإدراك بخصوصية القضية الفلسطينية وجذورها، وكان السباق والمبادر في طرح المبادرات التوحيدية التي من شانها الحفاظ على وحدانية وتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، فكان مدرسة في الفكر الوحدوي النضالي منطلقاً من إيمانه الشديد، في الإجماع الوطني في حشد الإمكانيات والطاقات في إطار منظمة التحرير للوصول إلى أهداف شعبنا النبيلة، والمرهون بتوحيد أهداف نضال شعبنا ووسائله للوصول للهدف السامي بالتحرير، وبقى ماضياً في هذا الفكر الوحدوي حتى في هذه المرحلة الحالية المؤلمة من تاريخ قضيتنا، هو سعيه المبادر والدؤوب للمّ الشمل الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام الحالي الناشئة من حزيران من العام الماضي. يطول الحديث عن المناضل نايف حواتمة الذي أسس فكراً نضالياً رائعاً، قوامه الإحساس العالي والوعي لطبيعة النضال الفلسطيني، بجميع مراحل نضاله المعقدة، ليضيف مدرسة نضالية من مدارس هذه المسيرة، والتي نعتز بها وان كان لابد من كلمات أختم بها، فليس لي إلا أن انحني إجلالاً وإكباراً لهذا المناضل الفذ.
قدس نت
الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع الإعلام الحقيقي