إسرائيل تستخدم أساليب تحقيق جديدة مع الأسرى الفلسطينيين
عاطف دغلس-الضفة الغربية
قال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل بدأت تنتهج "أسلوبا غير أخلاقي" أثناء التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين بعد اعتقالهم. ونقل النادي، في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، شهادة حية من أحد الأسرى في معتقل عوفر الإسرائيلي بقضاء رام الله.
وأوضح البيان أن الأسير سلطان عبد الله سليمان (21 عاما) من مدينة رام الله أكد أن السجانين في سجن عوفر أصبحوا يستخدمون أسلوبا جديدا في التحقيق، حيث يأتون بفتاة تدعى نورا ويدخلوها على الأسير أثناء التحقيق معه "وتدخل الفتاة بملابس شبه عارية وتجلس أمام الأسير وتبدأ بإصدار أصوات والقيام بحركات لإغرائه وتقترب منه لدرجة ملامسة جسدها جسده ثم تبتعد" وذلك بغرض الحصول على اعترافات.
وأشار البيان إلى أن الأسير سلطان قال بعد زيارة محامي النادي لمعتقل عوفر، إن هذه الفتاة أصبحت أكثر ما يعاني منه الأسرى أثناء التحقيق.
سوابق إسرائيلية
من جهته قال المحامي فارس أبو حسن رئيس جمعية التضامن الدولي لحقوق الإنسان والتي تعنى بالأسرى، إن إقدام المحققين الإسرائيليين على فعل ذلك أمر غير مستبعد خاصة وأنهم فعلوا أمورا مشابهة من قبل.
ولفت أبو حسن إلى أن إسرائيل صعدت في الآونة الأخيرة من استخدامها لأساليب غير قانونية وغير أخلاقية في التعامل مع الأسرى أثناء التحقيق للضغط عليهم ونزع الاعترافات منهم، "ومنها اعتقال الأهل والزوجة وتصويرهم بلباس الاعتقال، والتحرش الجنسي خاصة في صفوف الأطفال".
وأضاف رئيس جمعية التضامن في حديث للجزيرة نت أن هذه الممارسات مخالفة لكل القوانين الإنسانية والأعراف الدولية التي تتعلق بحقوق الإنسان والأسرى معا.
وأوضح أن إسرائيل تعمد إلى استخدام مثل هذه الأساليب "القذرة" لأنها تعرف تأثير ذلك على الأسير العربي وعلى مبادئه وأخلاقه كإنسان شرقي، ولما لها من أضرار على نفسيته وعلى مكانته الاجتماعية.
وشدد أبو حسن على أن الاعترافات التي تنزع من الأسير بهذه الطرق تلقى قبولا لدى المحاكم الإسرائيلية ويحكم على الأسير بناء عليها، لأنه غالبا لا يتم إثبات هذه الوقائع والأساليب أثناء التحقيق مع الأسير إلا نادرا.
ودعا الناشط الحقوقي إلى فضح الممارسات الإسرائيلية أمام المحافل الدولية وإلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية جادة من قبل لجان حقوق الإنسان العالمية لمنع مثل هذه الانتهاكات.
مواد جنسية
من جهتها رأت سون جرار من مركز تأهيل وعلاج ضحايا التعذيب والتي تتابع حالات الأسرى النفسية أن هذه الأساليب لها تأثير سلبي على الأسير، وأن الإسرائيليين يلجؤون إلى هذه الأساليب بعد نفاد كل الوسائل في نزع الاعتراف.
وأكدت أن أيا من هذه الأساليب هو تعذيب بحد ذاته يهدف إلى إسقاط الأسير أو انتزاع الاعتراف منه.
وقالت "هذا الأسلوب يستخدم كثيرا على الأسرى والأسيرات المراهقات، وأحيانا يقوم المحققون بعرض مواد جنسية مسجلة على الفيديو أو بالصور".
وقالت جرار "نتابع حالة الأسرى فور خروجهم من المعتقل ونعمل على إعادة بناء الثقة بأنفسهم من جديد".
يشار إلى أن تقرير نادي الأسير ذكر أن المعتقل سلطان تعرض أثناء اعتقاله للضرب من قبل الجنود على كافة أنحاء جسده خاصة على أقدامه ما أفقده القدرة على المشي لمدة أسبوعين وكان يسب بألفاظ بذيئة.
وقال التقرير "مكث سلطان في الزنزانة الانفرادية أربعين يوما ووصفها بأنها قبور للأحياء فهي باردة جدا ورائحتها قذرة، كذلك عندما يقدم لهم الطعام يفتح الجندي الباب ويدفع الطعام بقدمه ناهيك عن رداءة الطعام".
وأضاف "عندما يحل الليل تبدأ معاناة من نوع آخر فيبدأ الجنود بالضرب على أبواب الزنازين لإزعاج الأسرى، بالإضافة إلى أصوات صراخ الأسرى من شدة التعذيب".
المصدر: الجزيرة نت