زعيم الحارة ادارة الحارة
عدد الرسائل : 473 العمر : 33 الموقع : قلقيلية تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: تكنيز «الكارثة اليهودية»!/ نواف الزرو 2008-5-11 الأحد مايو 11, 2008 12:58 pm | |
| صحيفة الدستور فيما تنتشر الفعاليات الفلسطينية والعربية في الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية ، قامت الدولة الصهيونية خلال الايام القليلة الماضية باحياء الذكرى الثالثة والستين لما اطلق عليه "الكارثة ـ المحرقة اليهودية"كما تفعل في مثل هذا الوقت من كل عام ، ما يستدعي منا الربط الجدلي والاستراتيجي ما بين المناسبتين ، ذلك ان الكارثة مهدت عمليا ومناخيا وسياسيا واخلاقيا واعلاميا وسيكولوجيا للنكبة الفلسطينية ، ولذلك نرى اهمية متزايدة دائما لفتح ملف "الكارثة ـ المحرقة على حقيقته واثارة المزيد من الاسئلة والتساؤلات على اجندة الكارثة ـ المحرقة اليهودية اولا ، ثم على الاجندات العربية والاسلامية والدولية فيما يتعلق بالنكبة الفلسطينية ثانيا، هناك عدد كبير من كبار العلماء والفلاسفة والباحثين الاوروبيين والامريكان يشككون اصلا بحدوث الكارثة ، بينما يرى عدد آخر ان هناك مبالغة فقط في اعداد اليهود الذين احرقوا ، في حين تؤكد جملة لا حصر من الوثائق ان الكارثة اليهودية انما هي بالاصل صناعة صهيونية تعتبر اكذوبة القرن الماضي ، وقد استثمرتها الحركة الصهيونية على مدى العقود الماضية كفزاعة لارهاب يهود العالم ودفعهم للهجرة الى فلسطين اولا ، ثم كفزاعة لأرهاب وتجريم الرأي العام الاوروبي ثانيا كوسيلة للابتزاز المعنوي والاخلاقي والمالي ثالثا. ارتبطت الكارثة ـ المحرقة عن سبق تخطيط بالاساطير المؤسسة للحركة الصهيونية والدولة العبرية ، اما اليوم فقد طورت وكرست الدولة الصهيونية قصة "الكارثة ـ المحرقة" كوسيلة ابتزاز لا حصر لها تحت اسم "معاداة السامية"فاصبحت الكارثة مرتبطة جدليا وعضويا باللاسامية ، والارهاب الدولي ، فمن ينتقد الكارثة ـ المحرقة او يشكك بوقوعها ، وكذلك من ينتقد دولة "اسرائيل" وممارساتها وجرائمها انما يصبح لا ساميا وارهابيا؟، كانت "عميرة هس" قد كتبت في هآرتس العبرية 19( ـ 4 ـ 2007)"ان عبارة "الأمن لليهود" أصبحت مكرسة ومقدسة ككلمة مرادفة ووحيدة لـ "دروس الكارثة" ، الامر الذي يُتيح لاسرائيل التمييز المنهجي ضد مواطنيها العرب ، و"الأمن" يبرر طوال اربعة عقود مضت هيمنة اسرائيل على الضفة والقطاع وسيطرتها على رعايا محرومين من الحقوق الحياتية ، بينما يعيش الى جانبهم مستوطنون يهود مشبعين بالامتيازات المترفة". وتضيف"الأمن يخدم انشاء نظام فصل وتمييز على أساس عرقي في ظل "محادثات السلام" المستديمة الى الأبد ، وتكنيز الكارثة يسمح لاسرائيل بأن تصور كل طرق الصراع ضد الفلسطينيين كحلقة جديدة في مسلسل اللاسامية التي كانت أوشفيتس ذروتها ، واسرائيل تمنح نفسها رخصة دائمة لابتداع أنواع جديدة من الأسوار والأبراج حول المعتقلات الفلسطينية الجماعية". ولذلك نربط نحن بدورنا جدليا ايضا ما بين ثلاثية الكارثة واللاسامية والارهاب؟، وهكذا - كلما تجرأ مفكر او زعيم او تقرير دولي على الاقتراب من الكارثة ـ المحرقة ومن "اسرائيل" و"الاحتلال الاسرائيلي" وجرائم الحرب والابادة الجماعية التي تقترفها "اسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني ، وكلما "تجرأ" قائل او مسؤول كبير كمهاتير محمد مثلا على توجيه الانتقادات لممارسات الدولة الصهيونية ، فتحت واطلقت مدافع الاعلام الامريكية - الصهيونية نيرانها الثقيلة بأتهام ذلك القائل او تلك الجهة بالعنصرية ومعاداة السامية. تصوروا - ان كل من "يتجرأ" على رؤية الجرائم الصهيونية يتهم بالعنصرية ومعاداة السامية ، واصبح يتهم اليوم في عهد الرئيس بوش بالارهاب ايضا؟، فيا لها من فزاعة مرعبة مذهلة هذه "اللاسامية" التي يجري سحبها بلا توقف وفي اي وقت واي مناسبة انتقادية ضد "اسرائيل"، والسؤال الكبير هنا: ما مدى صحة ومصداقية هذه "المحرقة" التي اصبحت ذريعة استثمارية انتهازية ابتزازية بأيدي الحركة والدولة الصهيونية وقد جنت تلك الحركة والدولة مكاسب استراتيجية هائلة من ورائها: من اقامة "دولة الوطن القومي لليهود في فلسطين" ، الى دعم وتقوية تلك الدولة ليس لتعيش فقط ، وانما لتتسيد المنطقة استراتيجيا ، فضلا عن الابتزازات المالية والمعنوية والاخلاقية الهائلة المستمرة حتى اليوم ، والتي اصبحت وراءها دول ومؤسسات وادارات تحتضنها وتشن الحروب من اجلها؟، واذا كانت "اللاسامية" تعني ايضا العنصرية ضد جنس اليهود والدولة الاسرائيلية.. فالى اي حد يا ترى مصداقية هذا المعنى؟، والى اي حد مصداقية الاتهامات الاميركية - الصهيونية لكل من يفتح ملف "المحرقة" او ينتقد "اسرائيل" باللاسامية والعنصرية والارهاب؟، في المحرقة مثلا تكفي الاشارة هنا الى تقرير الخبير الاميركي "فريد لوشتر" الذي "يدحض افتراءات اليهود حول الابادة الجماعية في المعسكرات النازية". وفي "العنصرية - المزعومة - ضد اليهود واسرائيل" فإن الصورة والوقائع تبدو مغايرة ومقلوبة تماما فالحركة الصهيونية هي العنصرية ، وبقراءة الادبيات الدينية والسياسية اليهودية الصهيونية هي العنصرية. ففي العنصرية ايضا كان المفكر الاديب فيدور ديستويفسكي 1821 - 1880 قد وصف اليهود عام 1877 بالعنصرية واستشهد من نصوصهم الادبية والتوراتية: "اسحق الاخرين ، او حولهم الى عبيد ، واستفلحهم كما تشاء" و"ثق بأن الشعوب سوف تخضع لك" و"اعرض عن الجميع باشمئزاز ولا تختلط بأحد" ، واستخلص ديستويفسكي قائلا: "حينما وجد اليهود تدنست الانسانية". وفي الارهاب والاجرام الصهيوني ايضا ، وبينما يؤكد المؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه: "ان خطط التهجير والتطهير العرقي ما زالت راسخة في العقلية الاسرائيلية" ، كان 781 بروفيسورا اسرائيليا قد حذروا في عريضة وقعوها من "اقدام الحكومة الاسرائيلية على اقتراف جرائم حرب ضد الانسانية" ، وقد "وقعت عمليا بالجملة"، كما وقع800 بروفيسور امريكي على وثيقة مماثلة تحذر من "سياسة التطهير العرقي الاسرائيلية ضد الفلسطينيين - وقد طبقت هذه السياسة مع سبق التبييت". تضاف الى كل ذلك جملة كبيرة متزايدة من الوثائق والوقائع التي تدين وتجرم الصهيونية و"اسرائيل" بالعنصرية والارهاب واقتراف جرائم حرب ضد اطفال ونساء وشيوخ وشجر وحجر فلسطين". ثم تنقلب الامور والمعايير رأسا على عقب و يهاجمون كل من يشكك بـ "المحرقة" او ينتقد الارهاب وجرائم الحرب الاسرائيلية بـ "اللاسامية" و"العنصرية" و"الارهاب" ..تصوروا؟، فمن يتحمل مسؤولية هذا المشهد؟، والى متى سنبقى ويبقى العالم رهينة لفزاعة الكارثة ـ المحرقة واللاسامية والارهاب؟، | |
|