عوض الرجوب-الضفة الغربية
رجحت شخصيات سياسية ومحللون فلسطينيون وجود قناة تفاوض سرية بين السلطة الوطنية الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية بالموازاة مع القناة العلنية التي تتمثل في الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد قريع.
وتناقلت العديد من وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة أنباء عن وجود قناة سرية للتفاوض، إلا أن السلطة الفلسطينية نفت وجود مثل هذه القناة، وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه لا توجد أي قناة سوى القناة الرسمية.وأكد عريقات في تصريح للجزيرة نت أن "القناة الوحيدة هي القناة العلنية والوفد الفلسطيني الذي يرأسه أحمد قريع وليس هناك قنوات خلفية
مفاوضات غير مهمة
غير أن عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار ترجح وجود قناة تفاوض سرية، وإن قالت إنها لا تملك معلومات دقيقة حول هذه المفاوضات.
وتضيف خالدة في حديث للجزيرة نت أن العادة جرت -كما في اتفاق أوسلو- على أن تكون كل المفاوضات سرية وأن تجرى دون مرجعية ودون معرفة بحقيقة ما يجري فيها.
وطالبت بالتوقف عن هذه المفاوضات، مؤكدة أن "هذا المسار التفاوضي سبق أن جربه الفلسطينيون وأفضى إلى وجود اتفاقات تلزم الفلسطينيين بما هو دون الحقوق الوطنية الثابتة
وبدوره يعتقد عضو المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيمن ضراغمة بوجود مفاوضات سرية، لكنه قلل من أهميتها وأهمية النتائج التي قد تتوصل إليها.
وقال إن معلومات تسربت إليه بهذا الخصوص، مشيرا إلى أنه اتضح له خلال اجتماعات جانبية مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية وجود مفاوضات سرية تتم بالتوازي مع المفاوضات العلنية.
وأكد ضراغمة أن هؤلاء المسؤولين كانوا متفائلين بإمكانية تحقيق نتائج من هذه المفاوضات.
أصول التفاوض
ومن جهته لا يستبعد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم وجود مفاوضات سرية بين الوفد الفلسطيني والإسرائيليين، رافضا رواية السلطة بهذا الشأن.
وأوضح أنه في أصول التفاوض يصر الضعيف على المفاوضات العلنية لأنها تشكل حماية له، "لكنهم في فلسطين لا يعرفون أصول التفاوض".
ورغم أن العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع يستبعد وجود حاجة إلى مفاوضات سرية في ظل وجود قناة رسمية، فإنه أكد وجود قنوات تعمل بكتمان في بعض الدول تحت سقف القناة العلنية.
وأضاف أنه من الطبيعي ألا يتم الإعلان عن كل ما يجري من مفاوضات، كاشفا وجود "مبادرات على مستوى أفراد وجماعات مساعدة لإيجاد صيغ لحل القضايا المعقدة تجري في عواصم أوروبية وبعض الدول الإسكندنافية ويتم استثمارها بصفتها جزءا من اقتراحات للحل على مستوى القنوات الرسمية.