لعل ابرز مظاهر الحياة هو التحول من حالة إلى حالة في هذا الكون الذي هو في توسع مستمر. وعلى صورة النجوم التي تنشأ من سديم من غاز وغبار وجزيئات كونية متناثرة بين الأجرام السماوي، فتصبح نجماً عملاقاً أزرق أو أحمر، ومن ثم قزماً أبيض أو أحمر، ينفجر على شكل نوفا أو سوبر نوفا، فتصير نجوماً كالبوسار-إلا أنها- ولو عمرت ألف مليار من السنين تنتهي جميعاً، كما بدأت، غازاً وغباراً وجزيئات- تنتهي جميعاً، كما بدأت غازاً وغباراً وجزيئات أضف إلى ذلك دورات النجوم والكواكب...
عل تلك الصورة تشترك كافة الأحياء من نبات وحيوان، في دورات تبدأ بالنشوء أو الظهور أو الولادة، تعقبها فترة من النمو والتكامل، التي تسبق مرحلة التكاثر. وعلى مستوى الخلية، فإنها تخلق من خلية أم، ثم تنمو وتكبر لتبلغ حجماً معيناً، تتكاثر عنده، انقساما أو تبرعماً... ولا تلبث هذه الخلية أن تنتهي، سواءً كانت منفردة أو مجتمعة، بانتهاء الجسم كله وموته.
وإذا انتقلنا إلى الكون المجهري، نجد أن الذرة ومشتقاتها تعج بالحركات المنتظمة فالإلكترونات تدور حول النواة بما تحويه من بروتونات ونيوترونات، دورات طردية، مستمرة. ويستنتج لما تقدم أن الدورات مشتركة بين جميع المخلوقات والكائنات في رحاب هذا الكون. وقد أورد المؤلف، في هذا الكتاب، أمثلة عن الدورات الخاصة بالإحياء، كالدورة الحياتية عند النبات والحيوان والإنسان ولما كانت الدورات الأخيرة تبدأ بالتكاثر والتوالد والتزاوج.. فقد عمد المؤلف إلى عرض هذه المعضلات في دراسة مقارنة بين مختلف الفصائل والأجناس النباتية والحيوانية بشيء من التفصيل. ومن ناحية ثانية فقد أورد عدداً من المفردات العلمية المفقودة أو تكاد باللغة العربية، وذلك باستعمال مصطلحات شخصية تنطبق على المعنى المقصود، وفي حال تعذر ذلك استعمل الاسم الأجنبي باللفظ العربي واتبعه بالاسم العلمي المعروف عالمياً.