قوافل الشهداء لا تمضي سدى .. ان الذي يمضي هو الطغيان.
أناعن صنوف القول أغلقت الفما .. و تركت للرشاش ان يتكلما.
مفيد يا علم رفرف في سماء فلسطين …يا فارساً حمل لواء الحق وسار في درب المجاهدين ..قل لي بربك كيف جندلتهم ..كيف ارعبتهم حتى اطلقوا عليك الرصاص.. لترتقي شهيداً الى عليين .. فتروي بدمك ثرى فلسطين …
ساعاته الأخيرة مع الأسرة ؟؟
في 8/3/2003م قضى مفيد سعيد حسن الضعيفي "24عاماً" ساعاته الأخيرة مع والدته وأسرته في منزلهم الكائن في معسكر جباليا .وتربى الشهيد في اكناف أسرته العائدة جذورها الأصلية إلى مدينة القبيبة التي هاجرت منها بعد ان مارست العصابات الصهيونية ضدها القتل و التشريد كباقي آلاف العائلات الفلسطينية . وتتكون اسرته من ثمانية افراد "اخوين و ست بنات" ويقع ترتيبه الثالث في الأولاد .
قالت والدته :" استيقظ مفيد من النوم مبكراً و اخذ يتنقل بين غرف المنزل من غرفة الى اخرى ، وطلب من أخته ان تعمل له شاي ، وتحدث معه وهو يجلس في احدى زوايا المنزل ، ويحمل ابن أخيه "حسن " و يلاعبه و يداعبه".
وتضيف:" ظل يلاعبه حتى انتهت اخته من طهى الشاي ، فشربه ودخل غرفته وخرج وهو يرتدي ملابس جديدة ، فنظرت له وقالت و الله كأنك عريس اليوم يا مفيد ، فبادلني بإبتسامته الأخيرة و خرج من المنزل وكانت آخر مرة أراه فيها يخرج من المنزل " .
توجه لساحة المعركة ..للمقاومة ؟!
و قال أخوه "حسن" الأكبر منه سناً :" في صباح اليوم الذي خرج فيه مفيد من المنزل كانت منطقة عزبة بيت حانون محتلة من قبل الدبابات الصهيونية وشهدت المنطقة تمركز عدد الدبابات بالقرب من مبنى التربية و التعليم للمنطقة الشمالية ، وعرفنا بعد استشهاده أنه توجه مع عدد من رفاقه في لجان المقاومة الوطنية "الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية "، لمنطقة تمركز الجيش و الدبابات بالقرب من عزبة بيت جانون ليقاوموا ذلك العدو الغاشم ، ويمنعوا تقدم دباباته ".
واضاف :"مفيد تقدم متجهاً لمنطقة الدبابات وسار بهدوء نحوها ، فلم يصل لهدفه حتى كشف أمره من قبل الدبابات فأطلقت رصاصها نحوه فسقط شهيداً على الفور بعد أن اصابته احدى الرصاصات في مقدمة جبهة الوجه فاخترقت جمجمة راسه " .
ومضى يقول: "حاول الشباب اسعافه فحملوه لأقرب سيارة اسعاف في المكان لكن قدر الله ان ينال الشهادة لحظة الإصابة ".
دموع و بكاء حين وصل الخبر ؟!
وعن كيفية وصول خبر استشهاده قال :"لم نعلم ان مفيد اتجه لمكان الاجتياح ، وحين اصيب حضر احد أصحابه و اخبرنا أنه أصيب و نقل إلى مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا ، فتوجهت على الفور إلى المستشفى و حين وصلت إلى غرفة الإستقبال قابلني أصحابه و امسكوني من يدي و اخبروني بان أخي قد استشهد".
ويضيف:"حين سمعت الخبرلم اتمالك نفسي و اجهشت بالبكاء وانهارت اعصابي حين رأيته وهو مستشهد وملقى على احدى الأسرة داخل المستشفى والدم ينزف من راسه ".
وفي السياق نفسه قال :" أخبرني احد الجيران أنه شاهد مفيد في مكان تمركز الدبابات و طلب منه ان لا يتقدم وسذهب من المنطقة لخطورة المكان ، فرد عليه مفيد قائلاً له ان شاء الله سأذهب بعد خمس دقائق ، وكانت هذه الدقائق هي المدة التي مضت على مغادرة الشاب المكان ، وما ان اقضت الدقائق حتى سمع بخبر استشهاد مفيد . و شدد قائلاً:" كأن مفيد يقصد بكلامه انه باقي له خمس دقائق في هذه الدنيا ليلحق بركب الشهداء .
أجبر على ترك الدراسة؟!
وكان الشهيد مفيد الضعيفي قد ترك مقعده الدراسي مبكراً وخرج من المدرسة وهو في الصف السادس الإبتدائي. و ارجعت والدته خروج ابنها المبكر من المدرسة قائلة :"وضع الأسرة المالي صعب ولم يستطيع والده توفيرالحاجيات الضرورية للأسرة ، مما اضطر مفيد لترك دراسته و يلتحق بإحدى الأعمال الشاقة ليساعد والده في مصاريف المنزل ".
واشارت الى أن ابنها الشهيد عمل في عدة اعمال شاقة و متعبة مثل اعمال البناء . وأضافت قائلة :" عمل مفيد لغاية استشهاده في تفريغ حمولة الشاحنات المحملة بالبضائع و الخضار و الفواكه في معبر كارني شرق مدينة غزة ".
افتقدته العائلة في العيد ؟!
في أيام عيد الفطر المبارك افتقدت الأسرة مفيد فساد جو الحزن و الأسى الشديدين حين تذكرت العائلة ابنها مفيد وتذكرت أيامه الحلوه في أيام العيد ، وتذكرت لحظات دخوله البيت و حين يعود من عمله وهو يحمل في يده أكياس الفواكه والحلويات ، ليطعم عائلته واخوانه الصغار، ولم تفتقده العائلة فقط ، ففتقده عماته وخالاته وتذكرت زياراته ولحظات زياراته لهن ايام عيد الفطر.
وحول ذكرياته وايام وجوده بين اسرته في العيد قالت والدته :" مفيد كان يملئ البيت بصوته و حضوره بيننا ، و افتقدته الأسرة حين تجتمع و تبدأ زياراتها للعائلة و الجيران في أول ايام العيد .
ويشارالى ان الشهيد مفيد قد شيع في موكب جنائزي مهيب في نفس اليوم من استشهاده بعد الصلاة عليه في مسجد العودة الى الله الى مقبرة الصفطاوي بالقرب من حي عباد الرحمن. رحمك الله يا مفيد و اسكنك فسيح جناته ان شاء الله تعالى.
الأربعاء أبريل 30, 2008 3:01 am
