مظاهرات لمسلمي فرنسا
يُعد الطفل إسلام من المدمنين علي قناة غولِّي برسوماتها المتحركة وبرامجها الخاصة بالتسلية الطفولية. وكثيرا ما حلم وهو يركز نظره علي الشاشة بالمشاركة في برنامج إِينْ زِي بْوَاتْ . وتحقق حلمه وهو في التاسعة من العمر، حيث وصلته دعوة الي هذا البرنامج من ادارة القناة، فذهب برفقة أمه فَرَح وصديقِه جُولْ بعد أن أخبر كل أصدقائه وزملائه في الدراسة وطلب منهم انتظار البرنامج.
لكن الفرحة لم تدم طويلا، اذ فوجئت الأم وهي في استوديو الانتاج بسيدة تقول لها متأسفة ان ثمة مشكلة: لا يمكن لابنك أن يشارك بنفس الاسم الذي يحمله، لأنه عندما تحمل اسم إسلام وأنت طفل وكأنك ترتدي الحجاب بالنسبة للفتيات .
قالت الأم فرح ان زميل السيدة المذكورة أوضح لها أن اسم ابنها هو اسم ديانة ليست محبوبة في فرنسا . وكانت هذه الأقوال بمثابة صفعة وصدمة للأم البسيطة التي اصرت انها ترفض قطعيا ظهور ابنها في البرنامج باسمٍ آخر ولو كان محمد أو سفيان حسبما اقتُرِح عليها.
وقد شغلت قضية الطفل التي جرت وقائعها الأربعاء الماضي الإعلام الفرنسي بعدما تناقلتها لأول مرة الأسبوعية المسيحية "لا في" ثم الصحف والقنوات الإذاعية الفرنسية ويومية لوباريزيان بشكل خاص.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن تفجير هذه القضية، التي يجمع الإعلام الفرنسي علي وصفها بالعنصرية، تزامن مع التحضيرات التي يجريها المجلس الأعلي الفرنسي للإعلام السمعي البصري للقيام بعملية قياس درجة احترام مبدأ التنوع، بمعني شمولية البرامج لكافة المكونات الإثنية والثقافية للمجتمع الفرنسي، في البرامج التي تبثها القنوات التلفزيونية المحلية.
وقال الطفل إسلام واصفا خيبة أمله: " أحزنني ما جري، وتساءلتُ إن كنتُ قد فعلتُ شيئا ما سيئا ". وفوق ذلك تعرض إلي خيبة أمل كبيرة وإلي مشاكل متعددة إثر إقصائه من اللعبة من إدارة القناة التي وعدته بالاتصال به عن قريب دون أن تفعل ذلك أبدا كما توقعت الأم.
وعندما أرادت إدارة قناة "غولِّي" الاعتذار، قامت بذلك شفويا فيما يصر بلال، والد إسلام، علي أن يكون ذلك كتابيا، ودعت إسلام إلي حضور البرنامج الذي أقصي منه بسبب اسمه، لكن ليس كمشارك وإنما كمتفرج.
غير ان إسلام رد بأن هذا العرض لا يثير اهتمامه ، ما حذا بالقناة التلفزيونية إلي وعده بدعوته للمشاركة في فرصة أخري في المستقبل. أما الوالد بلال فأبلغ يومية "لوباريزيان" أنه سيرفع شكوي ضد قناة "غولّيِ" وذلك من أجل شرف الطفل.
التوقيع :