يحيى عياش ... مهندس صناعة الموت( حادث استشهاده)
--------------------------------------------------------------------------------
حادث استشهاده :
لقد سخرت الحكومة الصهيونية كل إمكاناتها للوصول إلى المهندس، وقامت بتعذيب أفراد من حماس للاعتراف ووضعت كل أنواع التكنولوجيا التي وصلت إليها لتحديد مكانه، وكان دائمًا ما ينجو المهندس بفضل الله تعالى، وبفضل ما آتاه من قدرات، حتى استطاعوا عن طريق عميل لهم يُدعى كمال حماد –أن يعرف مكان تواجد المهندس منزل صديقه أسامة حماد- وكان كمال حماد خاله- وكان أسامة حاصل على بكالوريوس لغة عربية ولم يعمل بعد فقام خاله بتعيينه في شركاته وأعطاه هاتفًا جوالا ليستخدمه، وكان دائمًا ما يأخذه منه بأية حجة، حتى إذا كان يوم أن تواجد فيه المهندس عنده أعطاه الجوال بعد أن وضع الشاباك قنبلة داخل بطاريته، ورصد التليفون من قبل الطائرات الإسرائيلية وما كاد صباح الجمعة الخامس من يناير 1996 يبزغ، فقام المهندس لصلاة الفجر ثم نام بعدها قليلا وفي حوالي الثامنة صباحًا اتصل خال أسامة على التليفون المنزلي ليخبر أسامة بفتح جواله لوجود عميل للشركة يريد أن يحدثه، ثم قُطعت الحرارة عن التليفون المنزلي، وكان المهندس ينتظر مكالمة من والده على التليفون المنزلي، لكن وجده لا يعمل فاتصل والد عياش به على الهاتف الخلوي وما كاد أسامة يخرج من الغرفة حتى انفجرت هذه القنبلة لتحول رأس المهندس إلى أشلاء، في هذا التوقيت كانت تحوم حول البيت طائرة إسرائيلية، وأسرع أسامة بإخبار كتائب القسام بما حدث فأتوا ونقلوا الجثمان إلى مستشفى الشفاء، وما مرت أيام على استشهاده حتى سقط سبعون صهيونيًا قتيلا ردًا على مقتل عياش، وكانت جنازته بحق مجمعة للفلسطينيين فقد كانت أكبر جنازة شهدها الشعب الفلسطيني.
لقد ظل يحيى عياش رمزًا للمقاومة تستدعيه ذاكرة المجاهدين في كل مواجهة مع اليهود، وستظل ذكراه تحيي القلوب وتذكي النفوس .
فلقد أصبح يحيى عياش العدو رقم واحد ليس لدولة إسرائيل فحسب بل لكل صهيوني موجود في العالم
قال فيه الدكتور يوسف القرضاوى:
أحسب أن من هؤلاء الذين باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، المهندس الموهوب، المجاهد الشهيد يحيى عياش، الذي نذر نفسه ومواهبه ووقته وجهده، وكل ما يملك، لقضية كبيرة خطيرة، هي قضية المسلمين الأولى، قضية أرض النبوات التي بارك الله فيها للعالمين، أرض الإسراء والمعراج، أرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
نذر ذلك ، وهو في ريعان الشباب، ومقتبل العمر، في السن التي يلهو فيها اللاهون ، ويعبث فيها العابثون، ولكن أخانا الحبيب يحيى كان أمامه مُثُل أخرى، مصعب بن عمير، أسامة بن زيد ، وأمثالهما من شباب هذه الأمة.
إنَّ سيرة المجاهد الشهيد يحيى عياش رسالةٌ إلى كل شبابِ العرب والمسلمين أن يُشمِّروا عن سواعدِ الجدِّ ويواجهوا التحديات بدلاً من حالةِ الاسترخاء التي يُدبِّر لها الأعداء في أكبر مؤامرة في التاريخ على أمةٍ بكاملها.
بقلم عبده مصطفى دسوقي باحث تاريخي وطالب ماجستير
__________________