من عبرا الهلالية وحتى كفر فالوس استطاعت قوات الجبهة مع القوات الوطنية - قوات الشهيد معروف سعد , أن تطرد الانعزالين الى منطقة جزين وقراها , رغم إنها كانت لا زالت دخلت صيدا حديثاً وبأسلحة خفيفة وإمكانات متواضعة , إلا أن إرادة التصميم بالعودة كان يفوق كل تصور , وقدمت العديد من الشهداء منهم الرفيق حسين أحمد حجير عنوان ورفاق آخرون .
وما إن كانت تعيش جماهير الشعب الفلسطينى فى مخيمات لبنان فرحة انكفاء القوات الإسرائيلية وعودة متواضعة لقوات الثورة الفلسطينية بعد اجتياح 1982, حتى زجت المخيمات فى بيروت ( صبرا الداعوك وشتيلا وبرج البراجنة ) بحرب طوقت من خلالها بالكامل وحرمت من الغذاء والدواء والماء لأشهر طويلة.
المخيمات
الذى حافظ على امتلاك هذا السلاح بشكل فاعل كانت الجبهة الديمقراطية بعد معارك 1982 , وهذا ما تؤكده الحركة الوطنية اللبنانية والسيد وليد جنبلاط علة وجه التحديد . أو من خلال الهجمات التى كانت تشنها قوات الجبهة الديمقراطية ضد قوى الظلام فى بيروت الغربية وحول المخيمات , حتى تم فك الحصار أما فى الجنوب فكانت معركة مغدوشة أكبر المعارك التى خيضت من قبل قوات الثورة بعد عام 1982 على الإطلاق , بتاريخ ( 23/11/1986) . ودماء الشهداء وتضحياتهم هي التى تتحدث .
الرفيق الشهيد المقدم محمود خليفاوى قائد كتيبة صلاح الدين
الرفيق الشهيد الرائد سليمان باير نائب كتيبة مراد
الرفيق الملازم صلاح أبو صلاح قائد سرية بصلاح الدين
واثنى عشر شهيداً من مقاتلي قوات الجبهة الديمقراطية .
وسبعة وعشرون جريحاً على رأسهم الرفيق المقدم الركن محمد عثمان الهرش التى اغتالته القوات الإسرائيلية 1989 .
لم تثن هذه الحصارات والمعارك قوات الجبهة الديمقراطية عن مهمتها بمقابلة قوات الاحتلال , فها هي تنفذ عملية كبرى فى منطقة القطاع الشرقي ضد موقع مشترك لقوات الاحتلال مع جيش لبنان الجنوبي . وتأسر ضابطاً وتحاول الخروج به للمناطق المحررة وبعد مطاردة استمرت سبعة ساعات متواصلة من الرابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة . سقط الرفاق الملازم أنور حسن حسين العائد منذ شهر فقط دورة عسكرية بكوبا الصديقة , والمساعد الشهيد فريد دعيبس ابن حاصبيا البطلة . كان ذلك يوم الثلاثون من نيسان 1986 وللتذكير فقط جرى إحضار جثة الشهيد أنور حسن حسين بعملية تبادل مع حزب الله فى تموز من عام 1996 ودفن جثمان الشهيد بسوريا فى مخيم خان الشيح .
وفى الأول من آذار دخل الرفاق موسى أحمد عزام , ومحمد قاسم عبيد , ومحمد يوسف حسن حدود الوطن وهم يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي وسلاحه ويشيرون لسيارة عسكرية ليصعدوا بها الى عمق الوطن لكن عدم معرفتهم الكاملة باللغة العبرية كشفهم من قبل ركاب السيارة العسكرية التى أشاروا لها . وجرى اشتباك بين الرفاق وجنود السيارة التى استعانوا فوراً بالحوامات وقد قتلوا جميعهم الستة وعلى رأسهم ضابط برتبة ملازم حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي بذلك , واستشهد الرفاق عزام وعبيد وأسر الرفيق الثالث .
وتحدث رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالعربية أن هناك فصيلاً فلسطينياً خطير يفكر بطرق جهنمية , وكان يقصد الجبهة الديمقراطية بالتحديد .
" وكان اغتيال الرفيق الشهيد العقيد خالد نزال هو الرد الإسرائيلي على دور الجبهة وقواتها بالداخل والخارج فى التاسع من حزيران 1986" .