كانت الجبهة الديمقرطية التنظيم الوحيد الذى انفرد بالابقاء على 90% من قواته فى لبنان وسوريا و10% فقط ممن غادر مع قوات الثورة للبلدان العربية الأخرى وكانوا أول العائدين الى سوريا فلبنان وهذه شهادة كافة الفصائل الفلسطينية .
من البقاع اللبناني وجبل لبنان استمرت قوات الجبهة الديمقراطية على صلة مع قواعد ارتكازها التنظيمية فى بيروت والجنوب ومع قوات الحركة الوطنية هناك وبالجبل , ومعها شنت الحرب الفدائية وربما قبلها حين أعلنت عن تشكيل منظمة مقاومة المحتل . وأنزلت بعض البيانات تحت هذا العنوان حتى أعلنت الحركة الوطنية فى آذار 1983 عن تشكيل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكان عمودها الفقري الحزب الشيوعى اللبناني ومنظمة العمل الشيوعى . ودخلت قوات الجبهة حرب الجبل مع حلفاؤها فى الحركة الوطنية اللبنانية , ومن ثم العودة لبيروت والجنوب , بالوقت الذى كانت تعيش فيه الساحة الفلسطينية أسوأ انقسام سياسى وعسكرى انشقاقى من حياتها والذي استمر من منتصف عام 1983 وحتى عام 1987 دموياً . وتولت قيادة قوات الجبهة قيادة الثورة الفلسطينية بلبنان عن جدارة.
وكانت عملية القدس الأولى فى 28/شباط من عام 1984 فى شارع محنا يهودا وعملية القدس الثانية فى الأول من نيسان من نفس العام بشارع يافا بالقدس . واستشهاد الرفاق اسماعيل أبو هواش ابن يافا البطلة. والرفيق الشهيد محمد صالح شيخ قاسم ابن " بلد الشيخ" قضاء حيفا . البصمات التى لا تموت من ذاكرة الشعب بتاريخ العمل الفلسطينى بالوقت التى كانت تعيش القوى الأخرى حالة من انعدام الوزن معنويا وسياسيا . والشارع الفلسطينى يعيش حالة الاحباط والضياع .
هذه العملية الجريئة والحالة المعنوية لمناضلى الجبهة الديمقراطية كتب محرر جريدة بوريا " الكفاح " اليوغسلافية ميليفوينش ... وبنفس العام تأمر نقيباً اسرائيلياً من ثكنة صيدا ( سمير أسعد ) بسلاحه وتنقله للبقاع فالشمال فتقتله إسرائيل فى احدى غاراتها على بعض مواقع الجبهة .
وقال شهاده بمناضلى الجبهة " وفى هذا الأثناء حاول قائد المجموعة أن يكون أقل ذاتية فيحمى رفاقه من الموت ليختاره لنفسه فقط . وظهر أمام القوة الإسرائيلية المهاجمة وبقى يقذف ويناوش ويهاجم حتى سقط صريعاً " هذه شهادة صحفي بمناضلى الجبهة الديمقراطية نقل صورة حية لمجريات العملية البطولية التى نفذها مقاتلوا الجبهة فى مبنى وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية فى مدينة القدس فى شارع يافا . فى الأول من نيسان عام 1984 .
ولم تسترح قوات الجبهة ليوم واحد أو تتقاعس عن أداء مهامها واستنباط الجديد والمبدع بتنفيذ هذه العملية.