حرب 1982 فى لبنان بين قوات الثورة الفلسطينية وقوات الاحتلال لم تكن متكافئة على كل المستويات , ففي الوقت الذي قاتل العدو بالأسلحة التكتيكية والاستراتيجية من طيران وبحرية ومدرعات .
قاتلت قوات الثورة بأسلحة الميدان المتعارف عليها من قطع المدفعية الأرضية وبعض أسلحة المقاومات الأرضية وأسلحة المشاة . لكن السلاح الأمضى والأفعل الذي تمتعت به قوات الثورة وبالمقدمة قوات لجبهة سلاح الارادة والتصميم المبنى على القناعات السياسية والوطنية المستمدة من عدالة القضية .
فقوات الجبهة تكاد تكون الوحيدة بقوات الثورة التى كانت قد وزعت على وحداتها العسكرية قبل المعركة بثلاث أشهر فى مطلع آذار من نفس أمرا قتاليا تحدد فيه مهمات كل وحدة عسكرية بالضبط حال وقوع المعركة المرتقبة التى كانت قد تنبأت بها القيادة السياسية للثورة والجبهة .
ورغم إجراء التدريبات اللازمة على أمر القتال والتدقيقات التى قد تمت عليه بالشهور الثلاث , إلا أن حجم المعركة وطبيعتها أملت الكثير من الثغرات
الميدانية .
ففى الوقت الذي كان ينص أمر القتال على تفكيك الوحدات حال وقوع المعركة وتحويلها الى مجموعات صغيرة فدائية أجبرت إحدى سرايا قوات الجبهة الديمقراطية فى البرج الشمالي الشرقي شرق مدينة صور على خوض معركة نظامية . مع أحد مواقع قوات حركة فتح هناك ضد الجيش الإسرائيلي وكانت معركة ضاربة كتب عنها العدو ما فيه الكفاية .
كما فى قلعة الشقيف أيضا وبلدة حبوش التى قاد فيها الرفيق الشهيد الرائد فواز حسنى التالول " فهد " ابن مدينة حمص السورية نائب قائد كتيبة صلاح الدين أكبر عملية عسكرية فدائية ضد قوات الاحتلال المتقدمة من محور الزهرانى للنبطية موقعا خسائر كبيرة بصفوف المحتل واستشهد فيها مع اثنين من
واستخدمت قوات الجبهة الديمقراطية التراجع عبر خوض المعارك الصغيرة المحدودة التى تفسح المجال أمام قواتها الأخرى باحتلال مواقع متبادلة . هكذا حصل بالقطاع الشرقي والنبطية وصيدا . وحتى معركة قبر شمون بجبل لبنان .
وكان نصيب قوات الجبهة فى مأثرة صمود بيروت للأشهر إن قدمت كوكبة من شهدائها على كافة محاور القتال من محور خلده جنوبا , مرورا بمحور الحمام العسكري السمرلاند , ومحور المتحف وحتى محور حى السلم - المطار- الأوزاعى , وكان الشهداء من ضباط هذه القوات وكادرها هم الشواهد :
فالرفيق الشهيد الملازم أول محمد حسين عتريس نائب قائد محور الأوزاعى للجبهة.
والرفيق الشهيد النقيب صلاح شاهين الأسير المحرر سابقا قائد محور مدخل صيدا الجنوبي وعشرات الرفاق الشهداء من ضباط وجنود لقوات الجبهة لا يتسع هذا المقال لنشرهم جميعا .