فرضت المستجدات الجديدة على قوات الثورة أشكال جديدة من التنظيم والتأهيل والتسليح , فكانت قوات الجبهة سباقة لذلك من بين فصائل الثورة فقد استطاعت على مدار أعوام خمسة من عمرها بأن تؤهل كادرها عسكريا وأكاديميا بامتلاكه الخبرة والمعرفة من كافة البلدان الاشتراكية , فلم يكن قائد فصيل من قوات الجبهة الديمقراطية غير مؤهل بكلية حربية في إحدى البلدان الاشتراكية , وامتلكت السلاح الثقيل والمتنوع واستوعبته بسرعة فائقة , وكانت التنظيم الأول الذي قد وضع لائحة داخلية لتنظيم العلاقات الداخلية في هذه القوات تحدد بدقة هذه العلاقات , لدرجة أن الرئيس عرفات كان يسميها قوات الجنرالات .. إذ استطاعت الجبهة الديمقراطية أن تستثمر علاقاتها السياسية مع البلدان الاشتراكية بشكل جيد لصالح هذه القوات صغيرة الحجم قياسا لتشكيلات الجيوش العسكرية فى العالم , ولكنها فعالية عالية ومسيسة ومتماسكة , وتنفذ مهامها في بجدارة . فعلى سبيل منذ امتلاكها صواريخ الغراد عام 1977 رفضت قصف المستعمرات بشكل عام بل أهدافا داخل المستعمرة وكان ذلك عندما قصف محطة كهرباء مستعمرة كريات شمونة وإصابتها بثلاثة صواريخ وإطفاء أنوار المستعمرة لأربعة أيام متتالية .
وعندما دعت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للتعبئة العامة فى لبنان , من الخارج مثلت قوات الجبهة قوات الجبهة الديمقراطية الحاضنة الرئيسية لهذه الدعوة , واستطاعت بسرعة أن تفتتح ثلاث معسكرات وتجهيزها الميداني بالكادر والإمكانات خلال أسابيع قليلة , فى جنوب لبنان وبيروت وملتقى النهرين على الحدود السمرية - اللبنانية فى منطقة بلدة حلوة , واستوعب أقل معسكر فيها مئتى مقاتل متطوع فلسطيني وبادارة وكفاءة مناضلى وكوادر الجبهة الديمقراطية فقط , وتحت عنوان معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية , وتحت إشراف اللجنة السياسية العليا للفلسطينيين فى لبنان .
الاجتياح الإسرائيلي 1978 للجنوب اللبناني
استشهاد الرفيق الرائد محمد خزعل -أبو حميد_ مثالا حيا فى معركة القنطرة جنوب النبطية والرفيق النقيب بشير زقوت فى معركة حاصبيا
استهدف الاجتياح جنوب لبنان من قطاعاته الثلاث , الغربي فالأوسط والشرقي . ولقوات الجبهة الديمقراطية فى كل قطاع مآثرة . فمن معركة ياربن بالقطاع الغربي آلتي قادها مقاتلوا الجبهة , الى معركة صف الهوا-كفرا الى معركة القنطرة بالأوسط الى معركة كوكبة ووادى الحاصبانى بالشرقى , بعد معركة الخيام وكفر كلا .
والشهداء هم البصمات التى لا يمكن انكارها , فالرفيق الرائد محمد خزعل قائد كتيبة صلاح الدين , الى الرفيق الشهيد بشير زقوت نائب قائد كتيبة بيسان , والرفاق الشهداء الآخرين الذين سطروا أروع ملاحم البطولة فى هذه المعارك , هكذا كان دوما مقاتلوا الجبهة الديمقراطية جنبا الى جنب مع أخوتهم قوات الثورة وفى المقدمة دوما .