منذ انطلقت الجبهة حملت مع فكرها السياسي المتميز بالساحة الفلسطينية , البرنامج السياسي بيد والبندقية باليد الأخرى فأخذت على عاتقها أيضاً الإبداع بأشكال النضال العسكري . ففي مطلع شهر آب من عام 1969 وبعد خمس شهور فقط على تأسيسها نفذت قوات الجبهة عملية نوعية تعتبر من كبرى عمليات الثورة الفلسطينية امتدت على جبهة معادية قرابة العشرة كيلو مترات من مصب نهر اليرموك شمالاً وحتى جنوب تل موسى مقابل الشولة الشمالية جنوباً لتلهب جبهة الحدود مع العدو من قصف لمستعمراتها العسكرية التي كان قد أنشأها مثل مستعمرة غيشر بالغور الشمالي فضلاً عن الألغام على محاور وطرق تقدمها بضرب كافة النقاط العسكرية من كنائن ثابتة ومتحركة على طول الطريق المحاذي لنهر الأردن بهذه المنطقة وإمطارها اليومي بالقذائف الصاروخية والرشاشات الخفيفة والهاونات والرشاشات الثقيلة مثل دشكا ورشاشات "500 " التي كانت قوات الجبهة بذلك الوقت تأخذها على قاعدة الإعارة من القوى الأخرى التي تمتلك مثل هذه السلاح مثل قوات الصاعقة وحركة فتح على وجه التحديد .
واشترك بالعملية البرى المشار إليها أعلاه بالعملية قرابة مائة مقاتلاً تجمعوا من قطاعات الجولان وجنوب الأردن وأحياناً تطلب نقل بعضهم من لبنان وكان العملية تحمل اسم الخط الأحمر .
وما أن مضى أسابيع ثلاثة عن العملية حتى كانت منظمة فتح تنظم عملية شبيهة ولم يمضى شهر على عملية الخط الأخضر وفى يوم التاسع من أيلول حشدت الجبهة أكثر من مائتي مقاتل على نفس الجبهة ولتزيد من طولها لتصل إلى منطقة مواجهي الكرامة جنوباً وعلى مدار ساعتين ونصف الساعة تلهب الأرض تحت أقدام المحتلين وتتقطع قذائف العدو مع صاليات رشاشات الدوشكا التي تنصب على مواقع الاحتلال على طول الجبهة الغربية لنهر الأردن وكان الرفيق الشهيد عارف أبو السعود ابن بيت فوريك نابلس - والرفيق راجح مصطفى عبد الفتاح ابن كفر عقب رام الله قد سجلوا بدمائهم مع بضعة رفاق لهم أصيبوا بجراح في هذه العملية الشاهدة الحقيقية على صدق ووفاء مناضلوا الجبهة لقضيتهم واستعدادهم للتضحية وقد قدموا هذا العمل هدية لروح الشهيد الذي لم يكن قد مضى على استشهاده بضعة أيام الشهيد هواشى منه بطل قيادة الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية ومؤكداً انتصار قضية فيتنام العادلة .
وتلتها بعد عدة أسابيع عملية الشهيد تشي غيفارا التي لم تكن بأقل من سابقتها وفى الرابع والعشرون من كانون الثاني من عام 1970 تم نقل هذه العمليات الواسعة على يد مقاتلوا الجبهة الديمقراطية إلى جبهة الجولان السورية فمائة مقاتل من قوات الجبهة يهاجمون تسعة مواقع من أهم المواقع الاستراتيجية على الجبهة السورية . تل أبو ذهب - تل شعاف الكبير - تل الصرمان - تل البكري - تل خريصة تل عكاشة - تل الموسية - تل العثمانية - تل القنيطرة . ويدخل الجيش العربي السوري على خط المعركة بعد أن طال القصف المعادى مواقعه وتستمر المعركة ستة ساعات متواصلة من الثامنة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر وبوضح النهار وتحتل قوات الجبهة تل شعاف الكبير لأكثر من ساعة وتستولي على بعض العتاد من مخلفات العدو وتعود لمواقعها . وتدمر دبابتين وثلاث مجنزرات وخمسة دشم للعدو ومربض مدفعية هاون عيار 81 وبرجين للمراقبة .
وبنفس الوقت كانت إحدى مجموعات الجبهة الديمقراطية العاملة بالداخل تفجر لغماً على طريق بئر السبع ايلات- اسدود لدى مرور شاحنة عسكرية محملة بالذخائر والجنود ومتجهة للقاعدة الجوية رقم 60 وتحمل لوحة رقم " ح م19321 " تمام السعة 16,30وفى 2/3/1970 , كما ويسقط الرفيق النقيب أحمد معتوق ابن طوباس شهيداَ بعملية احتلال القنيطرة السورية , وبعدها عملية الجويزة التي اشتركت بها الجبهة مجموعة من صحفيين وإعلاميين أجانب لنقل صورة حية عن واقع العمليات البطولية التي تخوضها قوات الجبهة في الجولان محاولة إحضار أسرى إسرائيليين بلواء غولانى كاملاً لقطع الطرق على مقاتلي الجبهة واستطاعت أسر رفيقين منهم محمد طه وحسين حسنى أبو عمر المحرران الآن بعد خمسة عشر عاماً من الاعتقال .
ويوم الثاني والعشرين من نيسان من عام 1970 تنفذ قوات الجبهة وبنفس الأسلوب على الجبهة اللبنانية عملية شهداء 23/نيسان بأكثر من مائة مقاتل , من نهاريا غرباً وحتى جبل الشيخ شرقاً وتضرب قوات الجبهة إحدى عشر موقعاً عسكرياً بنفس الوقت وبكافة أنواع الأسلحة المتوفرة آنذاك .