الأربعاء,نيسان 16, 2008
بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني
بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني"
لترتفع أوسع حملة وطنية وعالمية لفضح الممارسات الصهيونية بحق القانون الدولي العام، نحو فجر حرية الأسرى ... نحو الشمس والهواء على أرض الوطن
الإجراءات الصهيونية العنصرية اللاانسانية تخرق كل المواثيق الدولية "ميثاق روما" و "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" و"اتفاقية مناهضة التعذيب والعقوبات اللاإنسانية"
الحرية لأكثر من 350 طفلاً فلسطينياً، ووقف الخرق الصهيوني الصارخ لاتفاقية "حماية حقوق الطفل"
الأسرى رمز الصمود الوطني ... وعنوان الوحدة الوطنية "وثيقة الأسرى" وثيقة الوفاق الوطني بدلاً من الصراع الفئوي الانقسامي والإذعان للواقع
يا شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد ... يا أحرار العالم
يمر يوم الأسير الفلسطيني، وعيون الفلسطينيين شاخصة في الوطن والشتات نحو الآلاف من خيرة بنات وأبناء شعبنا الأبطال، في سجون الاحتلال المركزية المتعددة، ومعسكرات الاعتقال التي يشرف عليها جيش الاحتلال الصهيوني. وتؤكد الدراسات الموثقة أن زهاء ربع الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس، قد تعرض لتجربة الاعتقال منذ اليوم الأول للاحتلال عام 1967.
يقبع اليوم في السجون الإسرائيلية أكثر من 10.500 أسير فلسطيني، بينهم 55 أسير من الدول العربية، ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 وحتى آذار/ مارس 2008 (187) شهيداً، فضلاً عن المئات الذين استشهدوا بعد تحريرهم جراء الأمراض التي حملوها من المعتقلات، في ظل انعدام الرعاية الصحية والطبية وسوء التغذية. اليوم يعاني قرابة ألف أسير من حالات مرضية صعبة وخطيرة، تحتاج إلى علاج طارئ وعمليات جراحية عاجلة، فضلاً عن المئات من الأسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة على حياتهم، والناجمة عن الأوضاع المزرية والعنصرية اللاإنسانية.
الإجراءات الصهيونية العنصرية اللاإنسانية، تخرق كل المواثيق الدولية وتستهين بها، بدءاً من "ميثاق روما" الذي يمنع محاصرة المدن واعتقال السكان، ما ينطبق على المدن والبلدات الفلسطينية، وأكبر معسكر اعتقال في العالم ممثلاً بقطاع غزة، بل يتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" لعام 1948، والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نصه على حق التمتع بجميع الحقوق والحريات، ومادته التاسعة التي تحدد "عدم جواز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفياً". واتفاقية "مناهضة التعذيب والعقوبات واللاإنسانية" والصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، والنافذة في عام 1987، بتحديد رفض وعدم جواز أي عمل ينتج عنه ألم بدني أو معنوي نفسي، والمس بالكرامة المتأصلة بالإنسان، مخالفة للمبادئ المتأصلة في الأمم المتحدة المعلنة في الحرية والعدل والسلم، فضلاً عن "ديباجة مناهضة التعذيب" المادة الرابعة حول أعمال التعذيب بأنها جرائم في نظر القانون الجنائي، ودعوة كل طرف بمحاكمة من يرتكبها.
إن فضح الممارسات الصهيونية، كشفه تقرير جديد نشرته "اللجنة الشعبية ضد التعذيب في "إسرائيل" (13/4/2008)، بأن جهاز الأمن العام الصهيوني (شاباك) يلجأ في تحقيقاته مع الأسرى الفلسطينيين، إلى تعذيب أسرهم بالتنكيل النفسي، والمحظور في المواثيق الدولية كلها. حين لا تكتفي العنصرية الصهيونية بتعذيب الأسير الفلسطيني، بل تنقل هذا التنكيل إلى أسرته وزوجته وأطفاله.
يا شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد ... يا أحرار العالم
لقد أوغلت "إسرائيل" في تحديها للقانون الدولي العام، وضربت عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية في قضية الأسرى ... والأسرى الأطفال، واعتقلت منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول/ سبتمبر 2000 وحتى الآن، أكثر من ستة آلاف طفل فلسطيني، ولا يزال يحتجز منهم ما يقارب 350 طفلاً، بعضهم اعتقلوا وهم أطفالاً، وقد تجاوزوا سن الـ 18 عاماً في الأسر، وفي خرق صهيوني صارخ لاتفاقية "حماية حقوق الطفل" الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، وبروتوكولها الملحق، بما فيه فقرتها 37 التي تطالب بعدم تعريض "أي طفل للتعذيب، أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، والحرمان من الحرية، والأسرة باعتبارها مساً بالكرامة المتأصلة بالإنسان.
يا شعبنا الفلسطيني المناضل الصامد ... يا أحرار العالم
لترتفع أوسع حملة وطنية وعالمية في وجه العُسف الصهيوني، والحصول على المساعدات القانونية في العالم، وفضح الممارسات الصهيونية بحق القانون الدولي العام، وتحويل ذلك إلى رأي عام دولي، نحو فجر حرية الأسرى ... نحو الشمس والهواء على أرض الوطن.
الأسرى الفلسطينيون هم عنوان فلسطين ... وعنوان "وثيقة الأسرى" والوحدة الوطنية، بدلاً من الصراع الفئوي الانقسامي ومصالحه الخاصة المذعنة للواقع الراهن. وهم في النضال في سماء مجدها ... في مواجهة سكاكين الضلال ... وهم مدرسة مانديلا فلسطين، عمر القاسم شهيد سجون الاحتلال القائد الرمز ... والرجولة ... الرجولة.
في هذا اليوم نتوجه إلى جميع الأسرى ... وقياداتهم ومدرستهم الكفاحية بالتحية والإجلال والإكبار، نحو تأمين الحرية كل الحرية للأسرى، وكسر شروط "إسرائيل" العنصرية.
لتتحول قضية الأسرى، القضية الوطنية الكبرى إلى جدول أعمال المجتمع المدني العالمي، والحكومات الدولية الصديقة لشعبنا، كما أنها مسؤولية عربية نظامية وشعبية. كما ينبغي فرضها بنداً أساسياً وعلى رأس أجندة السلطة الفلسطينية.
نعاهد شعبنا وحركته الأسيرة بمواصلة الكفاح حتى تحريرهم، ونحو قيامة فلسطين، بما فيها من صنوان متلازمان.
الحرية لأسرى الحرية
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار