زعيم الحارة ادارة الحارة
عدد الرسائل : 473 العمر : 33 الموقع : قلقيلية تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: من ذاكرة الأسر (19): أسرى القدس وأسرى الداخل للجبهة الديمقراطية الإثنين أبريل 28, 2008 10:52 am | |
| ......عندما التحق أسرى القدس وأسرى الـ48 (أسرى الداخل) بفصائل العمل الوطني الفلسطيني، كانت لديهم قناعات راسخة بوحدة هذا الشعب وحدة أهدافه وتطلعاته ومصيره، ولم يدر بخلدهم أبداً، انه ستأتي مرحلة يكون لهم فيها تصنيفات تختلف عن إخوانهم ورفاقهم الأسرى من الصفة الغربية وغزة، ليس فقط من خلال الإملاءات والاشتراطات الإسرائيلية، بل وبموافقة فلسطينية، حيث أن إسرائيل تعتبر أسرى القدس والثمانية وأربعين، هم مواطنون إسرائيليون ولا يحق للطرف الفلسطيني التحدث باسمهم..
وعلى هذه القاعدة تم استثنائهم من أية صفقات إفراج وحسن نوايا إسرائيلية. وهذه المسألة خلقت ردود فعل سلبية وحالة واسعة من الإحباط واليأس، ليس عند أهالي وعائلات الأسرى، بل وعند الأسرى أنفسهم.
وهذه المسألة كان لها بعض التداعيات الخطيرة جداً على هؤلاء الأسرى، حيث أنه جرت محاولات من قبل إدارات مصلحة السجون الإسرائيلية، ومن خلال حالات محدودة جداً من بعض أسرى الداخل، والذين غرر بهم أو ضعفت نفوسهم ، وقاموا بعملية جس نبض لأسرى الداخل، وإمكانية تنصلهم وتخليهم عن فصائل العمل الوطني الفلسطيني، مقابل أن يتم منحهم بعض الامتيازات، مثل الخروج في إجازات شهرية لمدة ثمانية وأربعين ساعة، أو الخروج في إجازات على الأعياد والموافقة على "الثلث" للبعض، أي خروج الأسير بعض قضاء مدة الثلثين من محكوميته.
وكذلك فإن بعضا من أسرى القدس وأسرى الداخل تقدموا بطلبات إلى رئيس إسرائيل من أجل إعادة النظر في أحكامه. وهذه الظاهرة والسوابق جداً خطيرة، ولم يكن معموال بها بالمطلق قبل مرحلة أوسلو، حيث أن أوسلو كان أكثر من كارثة على أسرى القدس وأسرى الداخل.
أذكر جيداً كيف روى لي الأسير المقدسي ياسين أبو خضير، والذي مضى على وجوده في السجن أكثر من عشرين عاما، كيف تولد لديه إحساس وشعور بالنقمة على الثورة وفصائل العمل الوطني الفلسطيني، عندما تم إبلاغ جميع الأسرى المتواجدين معه في الغرفة بالإفراج عنهم، وتبقى هو وحيداً في الغرفة لأنه من أسرى القدس..
وما انطبق على ياسين أبو خضير انطبق على غيره من أسرى القدس وأسرى الداخل، وكذلك على الأسرى الذين تصنفهم إسرائيل بـ"الملطخة أيديهم بدماء الإسرائيليين".
ولم تقف معاناة أسرى القدس وأسرى الداخل عند هذا الحد، حيث تقدم إدارات السجون على وضعهم داخل السجون في أقسام خاصة، بحيث يحظر عليهم التواصل مع أبناء الحركة الأسيرة من الضفة والقطاع، ناهيك عن أنه تتم محاكمتهم أمام المحاكم المدنية الإسرائيلية، والتي تفرض عليهم عقوبات أشد وأحكام أعلى، حيث يحاكمون تحت بند ما يسمى بـ"الخيانة للدولة".
كما لجأت إدارات السجون، مؤخرا، إلى منع السلطة الفلسطينية من إدخال الحلويات لأسرى القدس وأسرى الداخل في الأعياد، وكذلك تمنع وزير الأسرى في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، من زيارة أي أسير منهم، وتمنع السلطة من إدخال أية مبالغ مالية لمصاريف"الكانتينا" على اسم أي أسير مقدسي أو من الداخل.
إن تصحيح الخلل من جانب السلطة الفلسطينية بحق الأسرى الفلسطينيين عموماً، وبحق وأسرى القدس وأسرى الداخل خاصة، وعدم القبول بالاشتراطات الإسرائيلية حول تصنيفاتهم وتقسيماتهم، غير متوقع ولا يعول عليه كثيراً، حيث عقد لقاء، قبل ما لا يزيد عن خمسة عشر يوماً، بين وزير الأسرى في حكومة تصريف الأعمال، وطاقم من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، حول كيفية إدخال مصاريف"الكانتينا" للأسرى، وفي البروتوكول الموقع، وقع ووافق الوزير المذكور، على نص يتحدث عن "الأسرى من مناطق يهودا والسامره".. وإذا كان الوزير المذكور يوقع على هكذا نص بخصوص أسرى الضفة الغربية، فهل يتوقع منه ومن الطاقم الفلسطيني المفاوض، أن يتشبث بمواقفه بضرورة الإفراج عن أسرى القدس وأسرى الداخل؟
وإذا لم يكن ذلك متوقعا، فهذا يعني أنه يتوجب على أهالي أسرى القدس وأسرى الداخل قيادة تحركات وناشطات جماهيرية أمام مقرات السلطة، وأمام المقاطعة والقيام بحملة شعبية تلزم حكومة تصريف الأعمال بعدم التوقيع على أية اتفاقية لا تضمن إطلاق سراح أبنائهم من السجون الإسرائيلية، ورفض قبول أية صفقات إفراج لا تضمن أن يكونوا ضمنها، أي كسر المعايير والتصنيفات الإسرائيلية من خلال الثبات على المواقف والتمسك بها، وليس التسليم بالشروط والاملاءات الإسرائيلية فيما يتعلق بهذا الملف.
وفي الوقت الذي نرى فيه أن هناك غبنا وإجحافا وتخليا عن هذا الجيش والقطاع الهام من أسرى شعبنا الفلسطيني، والتطرق لقضيتهم لا يكون إلا من خلال "الهوبرات" الإعلامية والمؤتمرات الصحفية، ومحاولة رشوة الأهالي وشراء سكوتهم ببعض الفلوس. وأنا متيقن أن الأهالي من أسرى القدس وأسرى الداخل لا يعلقون آمالا كبيرة على المفاوضات، أو حسن النوايا الإسرائيلية، حيث أنها لم تفلح في تحرير أي أسير فلسطيني، لا من الأسرى القدماء ولا من أسرى القدس والداخل.
ومن هنا فإن جل اهتمام هؤلاء الأسرى وعائلاتهم موجهة إلى غزة وبيروت، حيث يرون أن الفرصة الأخيرة لتحررهم من الأسر من خلال هاتين القناتين، وبالتالي فإن من يأسرون الجنود الإسرائيليين من حماس وحزب الله، مأمول منهم أنه في أية صفقة تبادل محتملة مع الإسرائيليين، يجب أن تضمن عددا لا بأس به من أسرى القدس واسرى الداخل، فهؤلاء الأسرى يعيشون هاجس تركهم لوحدهم والتخلي عنهم. ومن خلال ما يجري على الأرض فإن هواجسهم وشكوكهم مشروعة، ويجب علينا بالضرورة أن نساند وندعم قضيتهم بكل الإمكانيات والسبل المتاحة والممكنة.
أما ترك ملف هؤلاء الأسرى، كما جرى في عدد من القضايا الجوهرية الأخرى من قدس ولاجئين، إلى ما يسمى بالمرحلة النهائية، والتي تشير كل الدلائل والمعطيات إلى أنها غير آتية، فهذا لن يعني إلا مزيداً من الإحباط واليأس وفقدان الثقة عند هؤلاء الأسرى وعائلاتهم، وتحول عدد منهم، وتحديداً الذين أمضوا أكثر من عشرين عاما في السجون من أمثال كريم وسامي وماهر يونس ومحمد زياده ومخلص برغال ووليد دقه وابراهيم أبو مخ وصالح أبو مخ وفؤاد الرازم وعلاء البازيان وعلي المسلماني وعصام جندل وطارق الحليسي وياسين أبو خضير وسامر أبو سير وجهاد العبيدي وجمال أبو صالح وبلال أبو حسين وخالد طه وفواز بختان واحمد عميره وناصر عبد ربه ومحمود عطون، وغيرهم الكثير الكثير من الأسرى، والذين نخشى أن يتحولوا من شهداء مع وقف التنفيذ إلى شهداء فعليين، وخصوصاً أن جدران وقضبان السجن ورطوبة الزنازين وغرف الاعتقال وحقارة السجانين، فعلت فعلها في أجسادهم، بحيث أصبحت عند الكثيرين منهم مجمعات أمراض مزمنة، رغم ما تمتلكه وتختزنه من طاقات وإرادة فولاذية ومعنويات عالية.. ومن حق هؤلاء علينا جميعاً سلطة ومعارضة وفصائل وأحزاب ومؤسسات وجماهير، طرق كل الأبواب والوسائل لضمان إطلاق سراحهم وتحررهم من الأسر.. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: من ذاكرة الأسر (19): أسرى القدس وأسرى الداخل للجبهة الديمقراطية الثلاثاء أبريل 29, 2008 9:01 am | |
| |
|
dflp_قلقيلية سكرتير المدير العام
عدد الرسائل : 203 تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: رد: من ذاكرة الأسر (19): أسرى القدس وأسرى الداخل للجبهة الديمقراطية الثلاثاء أبريل 29, 2008 10:23 am | |
| مشكور يا رفيق والى الامام والرجاء من الاعضاء الردود | |
|