كلمات خجولة لرجال رائعين ــ إلى أبطال عملية بيسان
أمر مخجل أن نكتب عنكم وأنتم تموتون .
أمر مخجل أن أتحدث باسمكم عن الثورة وأنتم تسقطون .
أمر مخجل أن أكون في سريري الليلة ورمادكم لم يجمع بعد من الساحات العمومية .
ولكنني استمر في الكتابة .. فنزيفي لا يوقفه الورق ، وسريري الواسع لا يمنعني من التدحرج نحو الأرض
إني اسقط نحوكم . أبوس التراب الذي امتزج بدمائكم .
لا ترفضوني ، فبيننا مشوار لم يكتمل .
لا تتركوني أسقط على أرض أخرى ....
طويلة كل المسافات ووجهكم بعيد وأنا أرتب ملامحكم من جديد .
اجمع ماتبقى من عمركم ... طفولة لم تأت .. ورجولة لم تكتمل قبل ساعات فقط كنتم شباباً على أرض عربية . الآن أنتم رماداً على أرض حبيبة لن نحزن لأيها الأحبة ،فتعلمنا منكم أن الحزن خيانة وأن الثورة وحدها هي الوفاء .
القوا جثثكم من شرفاتهم لتتدحرج معكم هزيمتهم فاستقبلت نافذة الأرض نصركم .
أحرقوكم ليمنعوكم من النوم تحت تراب فلسطين .. فأصبحتم تراب هذه الأرض اليوم تموتون مرتين .. مرة وأنتم تفجرون صوت الحق ، ومرة وهم يحرقونكم على تراب فلسطين .
أخطئوا عندما عرضو جثثكم في المزاد العلني ... فعندما يكون للأموات أكثر من ثمن ..
يكونوا قد منحو الحياة . فكل سكين غرست في جثتكم هي ثمن جديد ، كل يد زادت حطباً لناركم وهبتكم حياة جديدة .
الثوري هو الذي يرفض المساومة في الحياة ويرفض المجانية في الموت .
لا بد أن نموت لنولد ، لابد أن نخرج من ظل الحياة لندخل ضوء التاريخ .. اليوم ليس المهم أنكم لم تعيشوا بيننا . المهم أنكم لن تموتوا .. المهم أن نتعلم كيف نعطي الحياة لكل شهيد سيسقط بعدكم .. أن نكون ذاكرة الشهداء .