حواتمة يخاطب مباشرة: المؤتمر الوطني الثامن لاتحاد لجان العمل النسائي

حواتمة يخاطب مباشرة: المؤتمر الوطني الثامن لاتحاد لجان العمل النسائي




٢٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٨، بقلم نايف حواتمة


الأخوات، الرفيقات في المؤتمر الوطني الثامن لاتحاد لجان العمل النسائي

المناضل الصديق د. زكريا الآغا ممثل الرئيس أبو مازن، ممثل هيئة العمل الوطني

المناضلات … المناضلون خطباء وضيوف المؤتمر الكرام

أحييكم، أشد على أياديكم، معاً لكسر الحصار، لحقوق المرأة، لانتزاع حقوق شعبنا بتقرير المصير، الدولة المستقلة، العودة. الآن وصلت المفاوضات المباشرة إلى "المربع الصفر" إلى الباب الدوّار. وصلت المفاوضات غير المباشرة إلى "تهدئة يكسرها العدو مقابل اشتراطه تهدئة كاملة على قطاع غزة الشجاع". إنه الانقسام المدمر الذي فصل غزة عن القدس والضفة فأضعف رام الله وغزة، وأغرق المفاوضات المباشرة وغير المباشرة في الجزئيات الأمنية بدلاً من القضايا الوطنية والسياسية الكبرى: القدس، الحدود، اللاجئين، المستوطنات، الأسرى، الأمن والسلام. "إنهاء الانقسام" مهمة الشعب نساءً ورجالاً هذه الأيام، الإصلاح الوطني الديمقراطي الجذري والشامل هو الطريق لإعادة بناء الوحدة الوطنية على أساس إعلان القاهرة وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني وآلياته الخمسة، بديلاً عن الانقلابات السياسية والعسكرية المدمّرة بجولات الاقتتال والحروب، الهيمنة بقوة السلاح، إدارة الظهر لحل التعارضات في صف الشعب والمقاومة بالحوار الديمقراطي السلمي، وإعادة بناء وحدة الشعب والوطن ومؤسسات السلطة في مواجهة التناقض الرئيسي مع العدوان والحصار واستعمار الاستيطان. "إنهاء الانقسام" بالحوار الوطني الشامل لتطبيق "وثائق الإجماع الوطني" إعلان القاهرة، وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني، وتطبيق وثيقة الإجماع العربي (المبادرة اليمنية) في قمة دمشق العربية. لا رابط ولا جامع بين وثائق الإجماع الفلسطيني والعربي، ووثائق الانقسام الاحتكاري … اتفاقات المحاصصة (شباط/ فبراير 2007)، إعلان صنعاء (نيسان/ إبريل 2008)، لا علاقة لمكونات الشعب والمجتمع في الوطن والشتات، لا علاقة لكل فصائل المقاومة والمؤسسات الأهلية ما عدا فتح وحماس باتفاقات المحاصصة الانقسامية، ومن وراء ظهر الجميع. المناضلات، المناضلون:

صيغة "الدوحة" لحل الأزمة الداخلية اللبنانية (الرئاسة، حكومة الوحدة الوطنية، قانون انتخابات تشريعية جديد) هي صيغة بناء الوحدة الوطنية، حوار الدوحة الشامل جمع 16 حزباً وكتلة سياسية وبرلمانية وشخصيات مستقلة … والحوار الشامل انصب على آليات تطبيق، تنفيذ القضايا الكبرى الثلاث على جدول الأعمال.

انتصر الحوار اللبناني الشامل في الدوحة لأن الانقسام بين القوى دفع بلبنان إلى المرحلة الأولى من الحرب الأهلية بين السنة والشيعة، فدب الرعب بالعواصم العربية وإيران من انتشار الحرب المذهبية في بلدان المشرق العربي وإيران، ومن هنا أنتج حوار الدوحة الشامل، وليس الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي … أنتج حل الأزمة الداخلية اللبنانية التي انفجرت ثلاث سنوات كاملة.

الحوار الوطني الشامل (صيغة الدوحة) يصطدم في الحالة الفلسطينية بعقدتين كبيرتين: حماس لا تستجيب ولا تعلن الالتزام تطبيق وثائق الإجماع الثلاث، ولا لمبادرة الأخ أبو مازن، وتشترط ثلاث شروط: لا تراجع عن الهيمنة بقوة السلاح، حوار ثنائي بين فتح وحماس، اتفاق المحاصصة وإعلان صنعاء أساس الحوار، جاء هذا في رسالة حماس للرؤساء العرب، وفي رسالة حماس للرئيس السوري في 3/7 للحوار الثنائي بينها وبين فتح.

والعقدة الثانية: المحاور الإقليمية العربية وفي الشرق الأوسط لا زالت في صراع بينها وتتدخل وفق مصالح كل عاصمة في تعميق الانقسام الفلسطيني.

هكذا تدركون لماذا انتصر الحوار الشامل اللبناني في الدوحة، ولماذا لم تقترب منه حالة الانقسام المدمّر عندنا، وشعبنا أكثر حاجة من اللبنانيين، فنحن كلنا تحت الاحتلال والحصار واستعمار الاستيطان.

إن القوى الوطنية الديمقراطية تناضل لتجاوز الانقسام، قدمت سلسلة من المبادرات، خاضت النضال في قلب الشعب لإعادة بناء الوحدة الوطنية، وستواصل اليوم وغداً.

أقول لكم لن تكون وحدة وطنية بدونكم، بدون القوى الديمقراطية، أنتم أبناء الجبهة الديمقراطية وكل القوى الديمقراطية الإسمنت المسلح بوثائق الإجماع الوطني لإعادة الوحدة بالحوار الشامل دون صفقات محاصصة.

ندعو معاً والجميع لخطوات فتح أبواب الحوار الوطني الشامل.

ـ وقف الحملات الإعلامية بين فتح وحماس.

ـ إطلاق حرية المعتقلين السياسيين في رام الله وغزة، تحريم الاعتقال السياسي.

ـ عودة مقرات السلطة السياسية والأمنية لرئاسة السلطة الفلسطينية.

ـ وضع كل الأجهزة الأمنية تحت إدارة لجنة وطنية مشتركة لإعادة بنائها على أسس مهنية وطنية، لا فصائلية احتكارية.

ـ حكومة انتقالية من شخصيات مستقلة لفك الحصار، لتصريف الأعمال، لا يعود معها الحصار، وتشرف على الانتخابات التشريعية والرئاسية الجديدة وفق التمثيل النسبي الكامل.

ـ تصدر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قانون انتخابات مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير وفق التمثيل النسبي الكامل عملاً بوثيقة الوفاق الوطني وقرارات المجلس المركزي للمنظمة.

ـ إعادة توحيد المجتمع بانتخابات تمثيل نسبي كامل لكل المؤسسات والنقابات والاتحادات والجامعات …

ـ لجنة وطنية عليا مشتركة لإدارة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة تحت سقف برنامج وثيقة الوفاق الوطني وقرارات الإجماع العربي.

المناضلات، المناضلون الأعزاء:

المؤتمر الوطني الثامن لاتحاد لجان العمل النسائي ينعقد لإنجاز برنامج متطور، مرحلة نوعية جديدة في عمل الاتحاد، فقد راكم اتحاد لجان العمل النسائي، المرأة الفلسطينية تجارب وخبرات ومهمات جديدة … حان الوقت لبرنامج عمل جديد لاتحاد اللجان، وهذا ما يطرحه على المؤتمر "مشروع التقرير البرنامجي والتنظيمي".

مرحلة نوعية جديدة في النضال الوطني لإنهاء الانقسام، والنضال الاجتماعي لانتزاع حقوق المرأة مطروحة عليكم وعلى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، مرحلة نوعية في النضال لانتزاع قوانين المساواة بين المرأة والرجل بدون تمييز في التعليم والعمل والأجور، حقوق المرأة بقانون جديد للأحوال الشخصية، للإرث، وفي كل ميادين الحياة وفي المجتمع، التدخل الإيجابي في العمل والتوظيف، في المواقع بالنقابات والاتحادات والجامعات، في البلديات والمؤسسات التشريعية والتنفيذية للسلطة، قانون المجلس الوطني الجديد المنتخب لمنظمة التحرير، التطوير النوعي في قوانين ومؤسسات الرعاية الصحية، الغذائية، للمرأة والطفل.

المرأة الفلسطينية تحملت العبء الكبير، آلام وعذابات ستين عاماً في النكبة والصمود، أربعين عاماً في الثورة والمقاومة والانتفاضة وكل أشكال النضال، لها الحق كل الحق بالمساواة التامة في المواطنة بدون تمييز، كل الحق على الجميع، نساءً ورجالاً، فصائلاً ومؤسسات، برفع المظالم التي طالت على المرأة نتيجة قهر التخلف الاجتماعي والتاريخي، تخلف قوانين العمل، الأحوال الشخصية، التمييز السلبي في مؤسسات التعليم، العمل، السلطة، منظمة التحرير.

الأخوات، رفيقات الدرب الوطني والاجتماعي الثوري النبيل:

الآن وثائق المؤتمر باليد، برنامج لتطويره، وبرامج عمل بجداول زمنية، وانتخاب هيئات تدفع بقطار العمل والإنجاز إلى أمام، بروح المحاسبة والنقد وانتخاب الإطارات التي برزت في مواقع النضال والعمل والممارسة.

الأخوات أعضاء المؤتمر، الضيوف الأعزاء:

من جديد أحييكم، أودعكم، النصر لكم، للشهداء الخلود، للمناضلات والمناضلين المجد، لأسرانا الحرية، والسلام لن يكون إلاّ بحقوقكم، لكم وبكم وعليكم.

وسلام سلام على من اتبع هدى النضال الثوري فالحياة مشوار نضال.