منذ انعقاد أنابوليس (27/11/2007) دأبت إسرائيل على تكثيف وتيرة نهب الأراضي وتشديد الحصار وزيادة أعمال القتل في الضفة بالرغم من التعهدات التي أطلقها رئيس الوزراء إيهود أولمرت عشية لقاء أنابوليس بعدم بناء أي مستوطنات جديدة. وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الفلسطينية، والوقف التام لأعمال التوسع الاستيطاني، مع وقف الاستيلاء على الأرض. مما يشير بطبيعة الحال إلى تحدي إسرائيل السافر لقرارات الشرعية الدولية وبأنها مستمرة بسياسة التوسع الاستيطاني الإحلالي كإستراتيجية أساسية لا يمكن التخلي عنها تحت أي مسمى كان، وبرز موقف الحكومة الإسرائيلية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بعد انقضاء أنابوليس (21/12/2007) على لسان أحد مستشاريها الذي أكد أن إسرائيل لن تخلي بؤر استيطانية عشوائية في الضفة وأنها رصدت مبلغ 25 مليون دولار ضمن موازنتها الحكومية العامة لعام 2008 لبناء 750 وحدة سكنية استيطانية خمسمائة منها في جبل أبو غنيم ومئتان في معاليه أدوميم في ضواحي القدس الشرقية وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد شهرين من انعقاد أنابوليس عن الخطط الاستيطانية التي أقرتها حكومة الاحتلال لمواصلة نشاطاتها الاستيطانية ومن الملاحظ أن أغلبية القرارات صدرت بعد أيام قليلة من انتهاء أنابوليس.
عطاءات.. ومناقصات
ففي شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي صدر نحو عشرة قرارات استيطانية بحيث خصصت حكومة إسرائيل (1/12/2007) مبلغ 20 مليون شاقل لتطوير المنطقة الصناعية في عطاروت قرب القدس، وأصدرت وزارة الاستيطان والإسكان (4/12/2007) مناقصة لبناء 307 وحدات سكنية استيطانية في مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس بهدف توسيعها ونهب المزيد من الأراضي حولها، وشهدت منطقة قريبة من معاليه أدوميم (10/4/2007) تجمعاً للمستوطنين في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة كرد على قرارا الحكومة الإسرائيلية بوقف تنفيذ مخططاتها الاستيطانية في المنطقة الواقعة شرق معاليه أدوميم والمعروفة بخطة «E1» والتي تتضمن بناء 3500 وحدة سكنية جديدة في إطار توسيع المستوطنة الأم «معاليه أدوميم» وربطها بمستوطنات القدس على حساب الأراضي الفلسطينية في كل من العيزرية وأبو ديس والزعيم والعيسوية وعناتا والطور. وأعلن «يوآف موردخاي» العميد المسؤول في الجيش الإسرائيلي عن الإدارة المدنية في الأراضي المحتلة (11/12/2007) عن وجدود آلاف من الوحدات السكنية الاستيطانية التي يتعين تنفيذ بنائها في مناطق الضفة دون أي حاجة لتصديق الحكومة أو تراخيص البناء والتوسع كما أعلنت السلطات الإسرائيلية في (15/12/2007) عن خطة لبناء 150 وحدة سكنية استيطانية قرب جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة وعن مصادرة أراضي تابعة لقرية «الولجة» قرب القدس لضمها إلى إسرائيل وبناء 7000 وحدة سكنية استيطانية في تلك المنطقة وفي 18/12/2007 كشفت وزارة الاستيطان والإسكان عن خطة لبناء 11 ألف وحدة سكنية استيطانية في «عطاروت» بالقرب من مطار قلنديا وقد تام البدء بتنفيذها في شباط (فبراير) من العام الجاري.
حي استيطاني آخر في القدس
وأعلن وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم (20/12/2007) الموافقة على بناء حي إسرائيلي في قلب مدينة القدس القديمة، وكشفت وزارة الإسكان والاستيطان (23/12/2007) عن تخصيص 25 مليون دولار في ميزانيتها للعام 2008 من أجل توسيع مستوطنة معاليه أدوميم شرق مدينة القدس ومستوطنة جبل أبو غنيم وفي اليوم نفسه أعلنت «سلطة أراضي إسرائيل» عن خطة لبناء عدد من الفنادق في مستوطنة «غليو» المجاورة للقدس بحيث تتحول بعضها إلى شقق للإيجار أو البيع، وفي (30/12/2007) أعلنت «سلطة أراضي إسرائيل» أيضاً عن مناقصة لبناء 440 وحدة سكنية استيطانية قرب مستوطنة شرق «طالبيوت» التي تقع جنوب مدينة القدس والتي أنشئت منذ العام 1973 ويستوطن فيها 15 ألفاً على أراضي سلبتها قوات الاحتلال من قرية صور وجبل المكبر وفي العام الجاري صادقت سلطات الاحتلال (8/1//2008) على بناء 60 وحدة استيطانية جديدة في الحي الاستيطاني الإسرائيلي الذي جرى تأسيسه في قلب الأحياء العربية في القدس خصوصاً في حي باب العامود حيث يستوطنه الآن 51 عائلة إسرائيلية.
وفي الثالث والعشرين من نفس الشهر أعلنت السلطات الإسرائيلية في بلدية القدس عن مناقصة لبناء 7300 وحدة سكنية توزع على خمس مستوطنات تحيط بالمدينة وهي مستوطنة جبل أبو غنيم، غيلو، بيسفات زئيف، راموت ونيفيه يعقوب. وفي حي الشيخ جراح في قلب القدس القديمة قررت سلطات الاحتلال توسيع الحي الاستيطاني الإسرائيلي الذي أقيم هناك من قبل سبع عائلات إسرائيلية ببناء 200 وحدة سكن استيطانية على مساحة 18 دونماً من الأراضي التي يعيش فوقها 40 عائلة فلسطينية، وطرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية (18/4) مناقصات لبناء 100 وحدة سكنية في المستوطنات في الضفة الفلسطينية و 52 في مستوطنة «ألكانا» و48 في مستوطنة أرئيل التي تخطط إسرائيل بالاحتفاظ بهما ضمن «التجمعات الاستيطانية» في إطار الحل الدائم. وذكرك «يديعوت أحرونوت» (2/4) أن العام 2008 سيشهد أكبر عملية بناء وحدات سكنية في مستوطنات الضفة وبأعداد قياسية منذ عشر سنوات.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الإسكان كشفت عن مخطط عملها لعام 2008 حيث تقرر في إطارها بناء 1900 وحدة سكنية وسيتم حسب المخططات التي تم التنسيق بشأنها مع ديوان رئيس الوزراء بناء 158 وحدة في مستوطنة أفرات و682 وحدة في بيتنار عيليت، و160 في جيفع بنيامين، و510 في جفعات زئيف و302 في معاليه أدوميم، و48 في كريات أربع و48 وحدة في أرئيل لمخلي غوش قطيف، وتتضمن الخطط تسويق 330 وحدة سكنية في حوض إيلوت في جفعات زئيف حيث بدأت المقاولون بدراسة المنطقة ودفعوا بالجرافات إلى الأراضي وقد تم بيع بعض الشقق مسبقاً في حين يخطط رئيس ما يسمى «بلدية القدس» أوري لوبليانشكي لبناء 40 ألف وحدة جديدة للأزواج الشابة في الحي الاستيطاني (بيفات زئيف) حيث سيتم بناء قسم من هذا المشروع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
«هدية» عيد الفصح
واتهمت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان الحكومة الإسرائيلية بتدمير الفرص للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وقال أوبنهايمر، مدير الحركة إن: «هذه المناقصات ضربة قاتلة لعملية السلام السياسية فمن أجل وإرضاء المستوطنين تسمح الحكومة ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية على الأراضي الضفة الفلسطينية وتفوض أي فرصة للسلام» وأضاف «لقد حصل المستوطنون على هدية عيد الفصح وهي 100 منزل جديد في المستوطنات في المنطقة الوسطى من الضفة». ورصدت «السلام الآن» أعمال بناء جارية حالياً في 58 بؤرة استيطانية عشوائية حيث تم إضافة 38 كرافاناً جديداً لهذه البؤر، كما تم بناء 16 مبنى ثابتاً في سبع بؤر ويستمر حالياً بناء ثمانية مبان، وأكدت حركة «السلام الآن» أنه تم توسيع 53 مبنى في هذه البؤر الاستيطانية. ويشار إلى أن تقرير الحركة «وفاة تجميد الاستيطان» في آذار (مارس) الماضي قد كشف أنه منذ العام 2000 صادق الاحتلال على 91 طلب بناء للفلسطينيين مقابل 18 ألفاً و472 ترخيصاً منحت للمستوطنين في المنطقة (سي) التي يسكن فيها نحو سبعين ألف فلسطيني.
وأيضاً كشفت «السلام الآن» بأن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك صادق خلال الأشهر الأخيرة على مخططات بناء جديدة في المستوطنات وصل حجمها إلى 960 وحدة سكنية استيطانية، وكذلك صادق وزير الداخلية مائير شيطريت في مطلع شهر آذار (مارس) على تحويل مستوطنة «موديعين عيليت» إلى مدينة، الأمر الذي يعني أن هذه المستوطنة ستتمكن من الحصول على ميزانيات ضخمة لتطويرها وتوسيعها.
الإثنين أبريل 28, 2008 4:11 am
