ما هو الحل الاشتراكي للقضية الفلسطينية؟
الاشتراكية لا تمتلك وصفات جاهزة، ولا تقدم حلولا سحرية. بالنسبة للاشتراكية نقطة البداية هي النظر في الصراع المادي الحي على أرض الواقع، وهي فهم قواه ومساراته الأساسية. ومن وجهة النظر هذه يمكننا أن ندرك أن البرجوازية الفلسطينية والبرجوازيات العربية لا تستطيعان – بسبب التشابك العميق بين مصالحهما ومصالح الإمبريالية، وبسبب رفض هذه الأخيرة لعقد "مساومة تاريخية" – أن تقودا نضالاً جذريا من أجل تحرير فلسطين. الحل الذي سارت على دربه حركات تحرر وطني أخرى ليس مطروحا في الحالة الفلسطينية. وليس هناك من مخرج إلا الحركة الجماهيرية من أسفل.
ولكن هنا يبرز السؤال عن تأثير هذا المسار الجماهيري على إستراتيجية تحرير فلسطين. على مدار تاريخ النضال الفلسطيني، وكلما تصاعدت حركة الجماهير لتحتل مقدمة المشهد، كانت معضلات محددة تظهر. فالجماهير الفلسطينية، بسبب سياسات الفصل العنصرية لدولة إسرائيل وبسبب ضعف الطبقة العاملة الفلسطينية، لا تستطيع وحدها أن تواجه الصهيونية الجبارة المدعومة بالإمبريالية العالمية. الانتفاضة استطاعت دائما – وتستطيع اليوم – أن تهز إسرائيل، وأن تغير الخطط والحسابات، وأن تؤجج الصراع الطبقي في المنطقة. ولكنها لا تستطيع بقواها الذاتية أن تحطم الصهيونية. ولذلك فإن عنصرا محوريا في معادلة النضال من أجل تحرير فلسطين كان دائما هو توسع الانتفاضة لتصبح ثورة أشمل تعم دولا عربية أخرى طبقاتها العاملة لها مصلحة أكيدة في مواجهة كلب حراسة مصالح الإمبريالية في المنطقة. ويبقي للتاريخ، ولتطور النضال العمالي، أن يفصل في قضية انتصار هذه الثورة واكتمالها حتى النهاية لتمزج بين القضاء على الدولة الصهيونية من ناحية أولى، وبين القضاء على سلطة الاستغلال الرأسمالي ثم المشروع في بناء المجتمع الاشتراكي في مجمل المنطقة من ناحية أخرى.
الأحد مايو 11, 2008 2:01 pm