قوافل الشهداء لا تمضي سدى، أن الذي يمضي هو الطغيان ، رجال أفنوا حياتهم في سبيل العزة والكرامة والجهاد في سبيل الله ، ويصنعون من أجسادهم الطاهرة جسراً من نور للعبور للحور العين ، وجسراً يعبد طريق النصر والتحرير بأذن الله ، فكانوا الركيزة الوحيدة لانطلاقة جديدة نحو طريق الجهاد والمقاومة ، فهذه الأخلاق والتربية التي تربي عليها الشهداء وعشقوها ، تلك هي عزيمة من أراد أن يسلك هذا الطريق .
هكذا كان شهيدنا أحمد أسد همام وصنديد ومقدام ، استشهد بتاريخ 19_ 7_2006م عندما استهدفته طائرة استطلاع عندما كان يزرع عبوة بطريق الآليات الصهيونية شرق المغازي الذي توغلت فيه على مدار ثلاث أيام .
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد أحمد عوض سلامة النعامي في الثالث من شهر ديسمبر لعام 1983م ، لأسرة فلسطينية بسيطة مؤمنة متواضعة ، وتعلم أحمد على يقين بأن إسرائيل حتماً يوم من الأيام سوف تزول ، فسار في نهج المقاومة متيقن أنه يوم من الأيام بأن إسرائيل حتماً ستزول ، تتكون اسرة شهيدنا من أحد عشر فرداً ويحتل الترتيب التاسع بين أفراد أسرته المجاهدة ، كان على موعد من الزواج إلا أن الشهادة كانت السباقة بزفافه إلي الحور العين ، وكانت أسرته انتقلت للعيش بمخيم المغازي بعد أن شردتها قوات البغي الصهيوني وعصاباته النازية من بلدتها الأصلية من قرية بئر السبع عام 1948 لتتجرع كأس التشريد مثلها مثل باقي الأسرة الفلسطينية التي شردت من أوطنها وسلبته قوات الاحتلال الصهيوني .
أتصف شهيدنا خلال رحلة حياته بالأخلاق الحميدة ، عاش شهيدنا المجاهد حياة العزة والكرامة وسط أسرته المتواضعة ، التي عملته على حب الوطن والشهادة ، كان أحمد متواضع ، طموحاً محباً للخير للجميع ، لا يحب أن يري أحداً يشتم ويسب الآخرين، دائماً مبتسماً ، لا يعرف الحديث إلا عن الشهادة والأسري القابعين خلف القطبان.
تلقي شهيدنا أحمد تعليمية بمدارس المخيم ، فدرس المرحلة الابتدائية بمدرسة ذكور المغازي الثانوية للبنين ،وأكمل الإعدادية في مدرسة ذكور المغازي الإعدادية " ب" التابعة لوكالة الغوث الدولية والمرحلة الثانوية بمدرسة المنفلوطي الثانوية للبنين بمدينة دير البلح .
في صفوف المقاومة الوطنية
أنتمي أحمد للجبهة الديمقراطية منذ صغره ، فكان نشيطاً بها ويعمل في الأطر والفعاليات الخاصة بمخيم المغازي ، تم أنتقل للعمل الإعلامي والجماهيري وكان مميز بعمله بهذه الجان.
وبعد هذا النشاط المميز والملحوظ كانت كفيلة ليلتحق في بداية عام 2003م بالجناح العسكري للجبهة الديمقراطية " كتائب المقاومة الوطنية " وقد شارك في كثير من المرات في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني الغازية عندما تتوغل بمخيم المغازي ، تميز بزرع العبوات ، شارك بإطلاق الصواريخ باتجاه التجمعات الصهيونية داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 48م.
الشهادة]كان أحمد دائماً مرابطاً على ثغور مخيم المغازي ، في اليوم الأول لاجتياح مخيم المغازي صلي الفجر بمسجد الاستقامة القريب من منزلة وذهب للبيت وطرق جرس الباب وقام بتوديع أهلة ، ولكن والدته طلبت منه أن يدخل البيت فرفض قائلاً " أنا ذاهب لبيت أفضل من بيتنا هذا " ، ومن تم جاءت مجموعته وذهب معها للتصدي للغزاة الصهاينة وأثناء زرعه لعبوة رصدته طائرة استطلاع صهيونية بصاروخ حاقد مما أهله للعبور والالتحاق بالنبيين والصديقين باذن الله تعالى، حول جسده الطاهر إلي أشلاء ممزقة بتاريخ 19_7_2006م، لتكون شاهداً على عنجهية الاحتلال الصهيوني .
وبالصبر والاحتساب تلقت عائلة الشهيد أحمد النعامي نبأ الاستشهاد ابنهم وتمني شقيقة أن يجتمع به يوم القيامة مع الصديقين والنبيين والشهداء.. وحسن اولئك رفيقا ]وهكذا تطوي سيرة شهداءنا الأبطال الشامخون في زمن الركوع والصمت، أنتم الشموع التي لا تنطفئ يا حراس العقيدة وجند الإسلام
أنتم الرجال في زمن قل فيه الرجال وتطأطأت الجباه والهمم، رحلت ياأحمدبعدما ظللت ثابتاً على ثغور الوطن واقفاً في وجهه الغزاة الصهاينة
[/b]
الثلاثاء أبريل 29, 2008 1:13 pm
